على قد مزبلتك مد ايديك - فن بيئة تدوير وثقافة استهلاك

تحول الزبالة الى تحف فنية هو اكبر دليل على التدني الثقافي والأخلاقي لهذا العصر.

في  الصورة، مجسم للحصان الأسطوري بيغاسوس، وقد صنع من 3.500 هاتف خلوي وعرض في المؤتمر العالمي للهواتف الخلوية عام 2012.

مع كل الأحترام للفنان، لكن هذا الفن من هذه الثقافة، وهذه الثقافة هي ثقافة استهلاك هابطة ولا بد ان نرفض هذا الفن\الوهم الذي يحشوا رؤسنا به لإيهامنا بأن التدوير ينهي مشكلة ما ننتج من نفايات، فهذا فن متواطئ مع هذه الثقافة.

على الاقل اخلاقيا، لا تنتج نفايات ليس لها مكان في هذا العالم. فتخيل لو انك لن تخلي بيتك من النفايات، فعلى الأكيد ستكون مجبر ان تعمل منها "تحفة فينة" والا كيف سوف تعيش معها؟! لكن حتى لو عملت منها "تحفة فنية"، فهذا قد يقول انك فنان مبدع لكنه لن يقول انك لا تعيش داخل كوم من الزبالة لا يوجد لها مكان بهذا البيت\العالم.

ثقافة التدوير هي جزء لا يتجزأ من ثقافة الاستهلاك، وهي كارثة لا تقل خطورة عن الاستهلاك ذاته، وهي غير اخلاقية على كافة المستويات وتستغل الفنانين والمبدعين وتجيرهم لمصالحها بشكل رخيص وغير اخلاقي، وتنتج فن رخيص بتكلفة باهظة تتكبدها الكرة الارضية وكل من يعيش عليها.

فعلى قد مزبلتك مد ايديك، واللي ما في عنده مزبلة من الأفضل لو ما يمد ايديه.

وقبل أن تستهلك اي منتج افحص اذا كنت تعرف من أين جاء وكيف وكم من الكرة الأرضية استُهلك في عملية انتاجه وايصاله لك، وقبل أن ترميه اسأل ايضًا اذا كنت تعرف الى أين ترميه وكيف سيصل الى هناك وكم تستهلك من الكرة الارضية عملية رميه وايصاله لهناك؟!

---
ما يُستهلك من الكرة الارضية في عملية معينة هو ما يعرف ببصمة القدم الايكولجية، وهي كمية الماء والهواء والارض التي نحتاجها للقيام بعمل معين. عادة نأخذ هذه نظيفة ونعيدها ملوثة اي مستهلكة وبهذا ندمر الكرة الأرضية حين تفوق عملية الاستهلاك قدرة الكرة الارضية على التجدد.