في مواجهة الهشاشة البيضاء (White Fragility)

تكتب نجلاء عثامنة عن مواجهة الهشاشة البيضاء في الحقل العلاجي وفي غرفة العلاج. لا تستعمل نجلاء في مقالتها هذه هذا المصطلح، ولا اعلم إن كان المصطلح معتمد في علم النفس، إلا أنني اجده ملائم جدًا لما وصِف في المقال.

يشير مصطلح "الهشاشة البيضاء"، وينسب هذا الى روبين ديانجيلو (2011)، الى شعور التهديد والانزعاج لدى البيض عند طرح المسائل العرقية والعنصرية. فعلى سبيل المثال، تخلق "الهشاشة البيضاء" في المدارس أو في الكليات والجامعات بيئة تعليمية معادية للطلاب السود، ويشعر هؤلاء بتهميش تجاربهم ووجهات نظرهم حين يتجنب الأساتذة عامة الخوض في مواضيع العرق والعنصرية ويعتبرونها خارجة عن المادة الدراسية.

الى جانب التجاهل والاقصاء الذي يثير الشعور بالاغتراب والنفور لدى الطلاب السود، قد تتجلى "الهشاشة البيضاء" أيضًا بردود فعل دفاعية-عدائية تثير الشعور بالذنب (الابتزاز العاطفي) لدى الطلاب السود بناء على ما سببوه من إزعاج وضيق للزملاء البيض. بالتالي، بدلا من مسائلة العنصرية البيضاء تعمل "الهشاشة البيضاء" على تحويل المسؤولية نحو السود فيجد الطالب الأسود نفسه مطالبا بالإذعان للهشاشة البيضاء وتفهم ما يتوقع منه البيض تفهمه، في حين يستمر هؤلاء بتجاهل آليات القمع والعنصرية وتجاهل انخراطهم فيها وتواطؤهم معها.

العنصرية الكامنة في الإذعان للهشاشة البيضاء، بحسب رأيي، هي من أشد حالات العنصرية، اذا انها تتجاهل البنى العنصرية والقمعية القائمة وفي ذات الوقت تلقي بالمسؤولية على الأفراد المقموعين، فتزيد عليهم الصاع صاعين. وهذا ما حدث حسب رأيي في اذعان بعض النسويات الفلسطينيات للهشاشة النسوية البيضاء، حين وجدن أنفسهن مضطرات وربما مطالبات بالدفاع عن "نسويتهم التي لا تتجزأ". هذا الدفاع المنحاز الى الهشاشة البيضاء - النابع أولا من الرغبة في الحفاظ على ماء الوجه، وثانيا، ربما من القلق على المشاعر المرهفة للنسوية البيضاء التي تقوم أساسا على الابتزاز العاطفي - حوّلَ النسويات الفلسطينيات من مقموعات الى قامعات، من نساء ينتمين الى جماعة مُضطهَدة الى نساء عليهن تبرير نسويتهن والتأكيد على اخلاقياتهن أولا وقبل أي شيء، لأنهن، شئنا أم أبينا، هن المُسائَلات وليس العكس.

في مقالتها تشير عثامنة الى المعرفة الكامنة في الجسد، الجسد المش مرتاح بالقعدة لا على الصوفة ولا على الكرسي، الجسد العارف والرافض للممارسة القمعية التي تختار الكاتبة في النهاية الابتعاد عنها تماما والخروج من الإطار الذي حول مساحة التحرر الى مساحة قمع واتهام ومسائلة ونزع للإنسانية.

وكما تشير عثامنة، ما حدث معها ليس حالة خاصة كما وانه ليس شأنا حصريا لحقل واحد، بل كثيرة هي "مساحات التحرر" التي تعمل بفعل الهشاشة البيضاء كمساحات لانتزاع الإنسانية. منها على سبيل المثال ما يحدث في الجامعات الإسرائيلية من تضييق وملاحقة للطلاب العرب، حيث تتجلى الهشاشة البيضاء والعنصرية الكامنة فيها على مستوى المؤسسات وليس فقط الافراد.
مقال مهم، انصح بقراءته، يعتمد على الإثنوغرافية الذاتية، أي على تحويل التجربة الذاتية الى موقع لإنتاج المعرفة.

شكرا نجلاء على هذه المشاركة الكاشفة التي تتيح المجال للحوار حول "مساحات التحرر" المتهاوية أمام الهشاشة البيضاء.

تعدد الزوجات بين التنظير النسوي والنضال الحقوقي والاقتصادي

أنا مع تعدّد الزوجات. لقد سبق وكتبت في هذا الموضوع في الـعام 2009 وما زلت على الموقف ذاته. وأظنّ أنني النسوية الوحيدة المُصرة على هذا الموقف علنًا، رغم كوني صوتًا وحيدًا معاكس للتيار. ومن دون الإشارة إلى السبب الذي يُطرح فيه هذا الموضوع حاليًا، يهمّني أن أوضّح أن الموقف النسوي الرافض لـ "تعدّد الزوجات وفق الشريعة الإسلامية" في إسرائيل، هو موقف منافق. وهذا النفاق حاضر في صفوف النسويات الفلسطينيات والاسرائيليات على حدّ سواء.

أنا أؤيّد "تعدد الزوجات وفق الشريعة الإسلامية" بمعنى عدم تجريمه قانونيًا، وهذا انطلاقًا من دعمي لكل أنماط العائلات التي لا يشترط أن تتكوّن من أب وأم وأطفال. فالعائلات قد تتكوّن بأشكال متنوعة تختلف عن النمط الثنائي المغاير الذي فُرِض على العالم كنموذج وحيد يُحتذى به.

يمكن أن تتكون العائلة من أم وحيدة مع أطفال، أو أب وحيد مع أطفال؛ سواء كان ذلك عن خيار أو لظرف فرضته الحياة.

كذلك يمكن أن تتكون العائلة من أم وأم مع أطفال، أو أب وأب مع أطفال، بغضّ النظر عن وجود علاقة جنسية بين البالغين في هذه العائلة من عدمه. فقد تفرض الحياة مثلًا لظروف مختلفة ومتعددة أن تتشارك أختان في تربية أطفالا معا (اذا ترملت اختك ع بكير ممكن تعيشي معها وتربي أولادها معها كما لو كانوا أولادك وكما لو كنت أمهم التي لم تلدهم؟) من وجهة نظري هذه عائلة، والعلاقة الزوجية ليست شرطًا في تكوين العائلة. وينطبق الأمر ذاته على الرجال. فمن الممكن لأخوين أو أب وابنه أن يجدوا أنفسهم مسؤولين عن تربية الأطفال لنفس السبب، أي أن الحياة فرضت عليهم هذا الوضع (ترمّل الأب والسيد مثلا. ممكن تصير؟ ممكن). العائلة بالنسبة لي تتكوّن من فرد بالغ أو أكثر، يقدم الرعاية والاهتمام لطفل واحد او أكثر. وإذا فرضت الحياة ذاتها على البعض كما في الأمثلة السابقة وأدت إلى تكوين عائلات غير نمطية فهذا لا ينتقص من عائلية هذه العائلات.

على نفس المبدأ، يمكن لأشخاص بالغين غير نمطيين أن يختاروا تقديم الرعاية والاهتمام لطفل واحد أو أكثر بناءً على خيارهم وليس لأن الحياة فرضت عليهم ذلك، وهذا أيضَا لا ينتقص من عائليتهم. وبالإشارة الى "أشخاص بالغين غير نمطيين"، أعني المثليين والمثليات، لكن أيضا الأفراد اللاجنسانيين (أي أشخاص لا توجد لديهم رغبة جنسية) وغيرهم ممن لديهم رغبة في تكوين عائلات غير نمطية والانخراط في رعاية أطفال قد يكونون أو لا يكونون أبناءهم البيولوجيين.

بالتالي من الممكن أن يكون لكل طفل أكثر من أم أو أكثر من أب غير الأم البيولوجية أو الأب البيولوجي. كل هذه أنماط عائلات غير مألوفة، وكونها غير مألوفة لا ينتقص من عائليتها.

بناء عليه، أنا أؤيد تعدد الزوجات إن كان نابعًا عن خيار حر. وهذا في الواقع هو الفخ الذي تقع فيها النسويات الفلسطينيات الرافضات لتعدد الزوجات، إذ يتجاهلن مسألة انعدام الخيار، ويركزن على إدانة النهج لذاته، وما هذا إلا نفاق.

وهذا النفاق نابع من تملّق النسويات الفلسطينيات للسياسات الليبرالية وللنسوية الليبرالية وهو أيضًا نفاق زميلاتهن النسويات الإسرائيليات اللواتي يرفضن تعدد الزوجات بينما يعشن بأنفسهن في أطر عائلية غير نمطية. فمن بينهن الأمهات الوحيدات في عائلات أحادية الوالدية، والأمهات في عائلات قائمة على المساكنة الزوجية دون أي تأطير قانوني رسمي - ديني او مدني - للعلاقة الزوجية، أو منهن المؤيدات والداعمات للعائلات المثلية وللسيولة الجندرية وللحب البولي-أموري (كيف بالله، طالعة حلوة الحب البولي-أموري اه؟ مودرن ومنفتح ومش زي تعدد الزوجات دِّج ومتخلف وعربي)، قمة النفاق.

والأسواء من النفاق، حسب رأيي، هو ما يسمح هذا النفاق بالتغاضي عنه، وهو المشكلة الرئيسية في مسألة تعدد الزوجات، وهي غياب الخيار الاقتصادي (والإطار القانوني-السياسي في حال كانت الزوجة من غزة أو من الضفة). ففي أغلب حالات تعدد الزوجات تكون النساء مُستغلات ومقموعات ومغلوب على أمرهن، ونادرًا ما نجد نساء يعشنَّ هذا النمط عن خيار حر. لكن هذا لا يلغي حقيقة أن بعض النساء اخترنَّ هذا النموذج العائلي بإرادة حُرة وعن رضا تام من جميع الأطراف، ولا يحق لأي منا أن تقرر أن هذا الخيار غير قانوني. وفي اللحظة التي تُعلِن فيها النسويات أنهن متقبلات للموضوع، عندها ستأتي النساء اللواتي اخترن هذا النموذج بشكل حر ليشاركن قصص حياتهن وأسباب اختيارهن الانخراط في عائلة تتعدد فيها الزوجات. في اللحظة التي تتحلى فيها النسويات الفلسطينيات ببعض التواضع وتتراجع عن إصدار الأحكام وعن الحذو خلف النسوية الليبرالية البيضاء، سنسمع قصص هذه النساء. لكن رفض هذا النموذج هو الذي يتيح إخراس النساء اللواتي تعيش في إطاره، والتكلم بالنيابة عنهن ولعب دور "محاميات الدفاع" عن "النساء المستضعفات". لكن الحقيقة هي أن النسويات هنّ من يخرسنَّ هؤلاء النساء وهن اللواتي يستضعفنهن، إضافة إلى الاستضعاف البنيوي الذي تعيشه هذه النساء. النسويات الفلسطينيات مستفيدات بشكل مباشر من عملية الإخراس هذه ومن التأطير النمطي الرافض للآخر(ى) والمهمّش لها ولأسلوب حياتها.

مرة أخرى أشدّد أنا أؤيد "تعدد الزوجات وفق الشريعة الإسلامية" إذا كان نابعًا خيار حر، لكن هذا ليس هو الواقع. مع ذلك، ليس من حقنا أن نقرر أن تعدد الزوجات غير قانوني. في الوقت ذاته، علينا توجيه طاقاتنا لمعالجة الضائقة الاقتصادية أو القانونية التي تسبب المعاناة للنساء وتجعلهنّ ضحايا للاستغلال. إذا حسّنا الوضع الاقتصادي للنساء، وإذا حسّنا المكانة القانونية للنساء من غزة والضفة اللواتي يعشن في إسرائيل، فإن الكثير منهنّ سيخرجن من دائرة الاستغلال دون أن يلغي هذا شرعية هذا الخيار لمن ترغب به.

تقبل أنماط العائلات البديلة، وتقبّل مرونة الأدوار الجندرية، وميوعة الجنسانية، وفي ذات الوقت رفض تعدد الزوجات، ما هو إلا نفاق صافي؛ نفاق النسويات الفلسطينيات والإسرائيليات على حد سواء. نفاق تذويت العنصرية المرافقة للنسوية الليبرالية البيضاء في صفوف النسويات الفلسطينيات.

انا مع العائلات بكل أشكالها. العائلة بالنسبة لي لا تُعرّف بحسب العلاقة الجنسية بين أفراد الجيل المؤسس للعائلة، فقد تتكون العائلة بدون علاقة جنسية. هنالك الكثير من الفرضيات الخاطئة والقوالب الجاهزة التي اعتدنا أن نفكر بالعائلة من خلالها، بينما الإمكانيات أوسع بكثير. العائلة بالنسبة لي هي مجموعة أشخاص يتبادلون الرعاية فيما بينهم وتجمعهم علاقة اقتصادية شيوعية بالمعني الحرفي والعملي للكلمة: "كل واحد على قدر استطاعته، وكل واحد على قدر ما يحتاج"، سواء مع أطفال او بدونهم.

أعلم أن الشريعة الإسلامية لها رأي آخر فيما يخص العائلة، فهي تسمح بتعدد الزوجات بينما لا تقبل بعض الأنماط الأخرى، لكننا لا نعيش بدولة شريعة إسلامية، إنما في دولة علمانية، أو على الأقل هذا ما نريد. وإذا كانت هذه الدولة - كمجتمع وكمؤسسات - تتقبل أشكال العائلات البديلة، فليس هنالك أي حِجة لها في رفض تعدد الزوجات. رفض تعدد الزوجات في دولة علمانية ليبرالية تتعدد فيها أشكال العائلات ما هو إلا نفاق.

لأنه كلنا مع الحب البولي أموري، صح؟ ومع السيولة الجندرية والميوعة الجنسية (ونص الرجال اللي ضد تعدد الزوجات ممكن متحرشين او عنيفين او ما عندهم مشكلة يكونوا مصاحبين)، بس تعدد الزوجات تخلف. أكيد.

عل كل حال عادة يعتمد تعدد الزواجات على الزواج العرفي ولا يسجل قانونيًا، لكن لماذا الحاجة الى التجريم والملاحقة القانونية؟! بالعكس علينا أن نسعى لقوننة الزواج وإتاحة تسجيله رسميًا فهذا ما سيوفر الحماية للنساء ولأطفالهن وليس نزع الشرعية عنهن والملاحقة القانونية.

كذلك يجب أن لا ننسى أن المرأة غير المستضعفة اقتصاديًا تستطيع التحرر من الرجل العنيف أو الخائن أو من إطار تتعدد فيه الزوجات، أما المرأة المستضعفة اقتصاديًا فستكون مغلوبة على أمرها ومستغلة في كل الأحول. فلا تشدوا على حالكن كثير بالمحل الغلط، رجاءَ، المشكلة ليست في تعدد الزوجات ولا في الشريعة الإسلامية.

وأكيد النسويات الإسرائيليات راح يصفقولكن لما تحكوا ضد تعدد الزوجات، ما احلاهن وهني مش مصفقات، برافوا عليكو وعليهن وعلى النسوية الناصعة البياض.

______________

بإعقاب النشر بالـ "فيسبوك"، تلقيت السؤال التالي:

كلام جميل لكن هل تشريع تعدد الزوجات سيرافقه تعدد الأزواج أيضًا؟ أنا مع حرية الاختيار وكذلك مع المساواة، ليكن ذلك متاحاً للجميع إن كان هنالك من مجال لتشريعه.

الجواب على هذا التعليق:

أنا مع كل أشكال العلاقات المبنية على خيار حر، ومع كل أنواع العائلات القائمة على ذات المبدأ. الطرح أعلاه ملائم لما يحدث داخل دولة إسرائيل التي تتبنى الأنماط البديلة للعائلات المثلية، والعائلات الأحادية الوالدية، والعائلات المبنية على المساكنة وغيرها، لكنها ترفض تعدد الزوجات. لكن لا يمكن إسقاط هذا الطرح كما هو على دولة مثل تونس، على سبيل المثال، أو على أي دولة عربية أو إسلامية أخرى قد تحذو حذو تونس وتمنع تعدد الزوجات، لأن تونس لا تتيح أنماطًا عائلية بديلة.

مبدئيًا أنا مع تبني النموذج الذي يتيح ممارسة كافة الأنماط البديلة، لكن الأهم من ذلك هو الحالة الاقتصادية للأفراد. فالأفراد دائمًا يجدون الهامش الملائم الذي يتيح لهم ممارسة حياتهم بحرية، وأحيانًا بسرية، بعيدًا عن ما ينص عليه القانون. لكن الوحيدين الذي يستطيعون أن يسمحوا لأنفسهم بممارسة هذه الحرية هم الأفراد المستقلون اقتصاديًا، سواء كانوا رجالًا او نساءً.

اما إذا كان السؤال يتعلق بالشريعة الإسلامية ذاتها، فالجواب واضح. ولا أرى أنه من المناسب الخوض في العقيدة الدينية، خاصة وأن الحديث يدور عن دولة تدعي العلمانية. انا مع تحرر الدولة من الشرائع الدينية، لكن هذا التحرر يعني أن تتيح الدولة ممارسة هذه الشرائع بحرية لمن يختار ذلك. فسقف العلمانية وقدرتها على احتواء الشرائع الدينية أوسع وأكبر من قدرة الدين على احتواء ما يخالفه. على الدولة العلمانية أن تتيح للأشخاص المتدينين ممارسة حياتهم بحسب عقيدتهم، لكننا نعلم أن العكس غير صحيح، فالدول الدينية لا تتيح للأفراد الحرية لممارسة حياتهم وفق خياراتهم. لهذا، فخياري أنا هو خيار الدولة العلمانية.

بالإضافة لا بد أن نذكر أن النموذج الذي تتغنى به الدولة (أب وأم واطفال) هو نموذج عائلة استعماري، وقد كُتِبَ الكثير - لا سيما من قبل باحثين من دول الجنوب - عن التحرر من هذا النموذج الاستعماري، وعن خصائص وأحيانًا فضائل النماذج العائلية السابقة للاستعمار.

על ציונות, קולוניאליזם ומה שביניהם

"הארץ המובטחת" היא מוטיב ידוע בשיח הקולוניאלי, שקיים בכל התנועות הקולוניאליות ולא רק בתנועה הציונית.

המתיישבים בארצות הברית חיפשו את "ציון החדשה" בה יכלו לממש את האמונה הפרוטסטנטית. הם ראו את אמריקה כמרחב שאלוהים העניק להם, והאמינו שהם מקימים שם חברה מוסרית שתהווה דוגמה לעולם.

החקלאים ההולנדים שהתיישבו בדרום אפריקה, ראו את עצמם כ-"עם נבחר" שעליו להקים קהילה נוצרית באפריקה הדרומית. הם תפסו את ההתיישבות שלהם כשליחות אלוהית והייתה להם תחושת עליונות מוסרית.
כנ"ל בקנדה ובאוסטרליה. רוב התנועות הקולוניאליות, במיוחד אלה שהיו כרוכות בהתיישבות, ראו את עצמן כמונעות משליחות אלוהית. אין שום דבר מיוחד בתנועה הציונית מבחינה זו, בחלקה הגדול הציונות היא עוד גרסה של תנועה קולוניאלית אירופאית.

בחלקה האחר, הקטן והזניח, הציונות עבור רוב היהודים אינה תנועה קולוניאלית אלא משהו שכרוך בתחושת גאולה אישית וקבוצתית. אך תחושה זו, נוצלה והוכפפה ועודנה לצרכי ההתיישבות. מה שנתפס כגאולה אישית וקולקטיבית של יהודים, הוכפף על ידי מנהיגי התנועה הציונית לצרכי ההתיישבות. בזה אופייה של הציונות כתנועת התיישבות גבר על אופייה כתנועת גאולה לאומית-דתית, והצרכים של ההתיישבות גברו על הצרכים של ההחלמה והריפוי.
קולוניאליזם התיישבותי מובחן מקולוניאליזם מסחרי-כלכלי, אך הוא חלק ממנו ונמצא אתו ביחסי גומלין הדוקים, ולא ניתן להבין את משמעות ההתיישבות שבקולוניאליזם מבלי להבין את הקולוניאליזם עצמו.

בנוסף למיתוסים שמספרים לנו באופן כללי על קולוניאליזם, בדרך כלל אלה מיתוסים של תעוזה וגבורה וחלוציות, מדינות אירופה נהגו לשלוח את האנשים למושבות כעונש. האנשים המנודים מהחברה נשלחו למושבות המרוחקות. כנ"ל עשו האירופאיים עם היהודים.

אחרי מלחמת העולם השנייה, שמספרים לנו שזו הייתה תקופה של התפקחות מוסרית אירופאית, אירופה לא אמרה ליהודים "אנחנו מתנצלים, טעינו במה שעשינו, בואו נבנה משהו חדש ביחד", אלא שלחה אותם הרחק ממנה. בריטיים, צרפתיים וגרמנים כאחד שלחו את היהודים הרחק מהם. ארצות הברית סגרה את שערי ההגירה בפני היהודים. כנ"ל עשתה בריטניה. כולם ביחד, תוך שיתוף פעולה עם מנהיגי התנועה הציונית, הפכו את משימת הגירוש של היהודים מאירופה למשימה הקולוניאלית שלהם.

וזה בזמן שהאימפריה העות'מאנית לאורך כל ההיסטוריה שלה פתחה את שעריה בפני מהגרים יהודים שהגיעו אליה מאירופה ושמחה לקבל אותם לאחר שראתה בהם נכס פוליטי ותרבותי. ההסתייגות היחידה של העות'מאנים מההגירה של היהודים אל תחומי האימפריה העות'מאנית הייתה קשורה להתיישבות שלהם בירושלים עצמה, וזה על אף שהיו יהודים בירושלים, והעות'מאנים לא גרשו אותם, אך נראה שלא רצו להוסיף אליהם עוד.

אחרי מלחמת העולם השנייה האירופאיים לא בנו מדינות דמוקרטיות נאורות שיודעות להכיל את הגיוון, אלא גירשו את היהודים מאירופה ובנו מדינות דמוקרטיות לנוצרים בלבד. הם לא היו צריכים להכריז על זה כ-"מדינות לנוצרים בלבד", אבל זה מה שהם עשו בפועל, גם אם הנצרות עצמה כדת כבר לא הייתה מוסד פוליטי, אך היא המשיכה להיות בסיס לזהות קבוצתית לאומית-תרבותית, גם אם חילונית.

ההגירה הציונית אל הארץ אימצה את המודל האירופאי-נוצרי-קולוניאלי כמו שהו. היא הסכימה ואף שיתפה פעולה עם מאמצי הגירוש של היהודים מאירופה. היא שעתקה את המודל הנוצרי של תנועת התיישבות שנעה מתוך שליחות רוחנית, על אף שחזון זה במהותו סתר תפיסות יהודיות דתיות בסיסיות, אך נראה שבשלב זה היהדות הלכה והתקרבה לפרוטסטנטיות יותר מאשר ליהדות עצמה. כך הקימה התנועה הציונית מדינה דמוקרטית על בסיס דתי-חילוני-לאומי, כמו המודל האירופאי, שאינו יודע להכיל את השונות שבתוכו.

הדמוקרטיה האירופאית הצליחה לעבוד בעיקר בתנאים של חברה הומוגנית או לכל הפחות בחברה שיש בה דומיננטיות תרבותית מובהקת. לא סתם ההגירה אל הייבשת האירופאית מאתגרת את המדינות שלה ומביאה לעליית הימין הגזעני השונא זרים ומהגרים. כי דמוקרטיות אלה אינן יודעות לקבל ולהכיל רבגוניות וקוסמופוליטיות, הן מקבלות מהגרים אך בתנאי שאלה יעברו תהליך "הכשרה" ויידמו לאירופאיים קודם. אולי אין דרך אחרת לעשות זאת, כלומר אין דרך לקבל מהגרים בלי להכשיר אותם כאירופאיים, אך זה מה שהם עושים.

מדינות המזרח התיכון אינן אירופה, לאורך כל ההיסטוריה שלהן התאפיינו מדינות אלה על ידי קוסמופוליטיות שאירופה אינה יכולה אפילו לחלום עליה – גם אם זה היה כרוך בזוועות שהתרחשו למשל נגד הארמנים, והכורדים, והצ'רקסיים והיוונים, בעיקר ערב מלחמת העולם הראשונה, אך הקוסמופוליטיות של האזור היא עובדה קיימת שאנשים רגילים אליה ויודעים לחיות איתה והיהודים במזרח התיכון היו חלק ממנה.

אף על פי כן, מגיעים יהודים כל הדרך מאירופה עד המזרח התיכון, לא על מנת להיטמע בקוסמופוליטיות הזו, כמו שעשו הלכה למעשה בתקופה העות'מאנית, וכמו שהיו היהודים המקומיים בפועל לאורך כל ההיסטוריה של האזור, אלא הם מגיעים מאירופה על מנת להקים מדינת מהגרים-מתיישבים על פי המודל האירופאי.

וכמו שהם תפסו את עצמם כך הם תופסים את שאר מדינות האזור שישראל שואפת לעצב אותו על בסיס אותה תפיסה: מדינת דרוזים, מדינת נוצרים, מדינת כורדים, מדינת עלווים וכו' שנועדו להכשיר את התפיסה הסקטוריאלית והחד ממדית של החיים הפוליטיים לפיהם עוצבו מדינות אירופה (בוועידת וסטפאליה בעיקר, אך גם על ידי גירוש המוסלמים והיהודים מספרד), ולפיהם עוצבה מדינת ישראל כמדינה סקטוריאלית יהודית, תוך כדי שימוש קולוניאלי טיפוסי בדת, ובזה שאלוהים "הבטיח להם", בדיוק כמו שהוא הבטיח למתיישבים באמריקה, בדרם אפריקה, ובאוסטרליה. אלוהים חלק הבטחות לכולם, לא ליהודים בלבד.

סקטוריאליות זו לא נולדה על ידי הוגי הציונות ומנהיגי התנועה הציונית, אלא היא מהמאפיינים העיקריים של הקולוניאליזם הצרפתי באזור שתפס את המקום מבעד לעדשה זו ושאף לחלק אותו בהתאם. תוכנית החלוקה הסקטוריאלית של סוריה שהפכה היום לפופולרית בתקשורת וכולם כבר מכירים אותה, אינה תוכנית חדשה, אלא היא תוכנית קולוניאלית ישנה שלא התגשמה.

התנועה הקולוניאלית במהותה היא תנועה כלכלית מסחרית שרצתה להגיע לשווקים מרוחקים, אם זה על ידי הבטחת צירי התנועה לשווקים אלה ואם זה על ידי גילוי ארצות ושווקים חדשים ושליטה בהם. ההתיישבות במקומות אסטרטגים הייתה חלק מהכלים שתנועה זו נקטה בהם. ההולנדים הגיעו לדרום אפריקה כדי להבטיח את שלום הספינות שלהם העוברות משם בדרכן להודו. האירופאיים הגיעו ליבשת אמריקה בחיפוש אחרי דרך אחרת להגיע להודו. תעלת סואץ ותעלת פנמה נסללו כדי לקצר את הדרך אל הודו. מפת הקולוניאליזם הבריטי באפריקה עוברת בקו ישר ממצריים צפונה עד דרום אפריקה בדרך שמבטיחה את האחיזה הטריטוריאלית בנמלים של קנייה וטנזניה אשר מהם היה נהוג להפליג להודו. כנ"ל במזרח התיכון אחז הקולוניאליזם הבריטי בארצות שהבטיחו את נתיב התנועה שלו מהים התיכון אל המפרץ הפרסי ומשם להודו, כולל שליטה בארצות החוף הדרומיות של חצי האי הערבי שלאורך החופים שלהן נעו האוניות מאפריקה להודו.

המלחמה של המערב במדינות הקיימות במזרח התיכון היא מוטיב שקיים לאורך כל ההיסטוריה, כי זו דרכה של אירופה אל המזרח הרחוק. מכאן עברו נתיבי הסחר הישנים, וכאן נמצאת תעלת סואץ, ומכאן עוברת רשת צירי התנועה הסינית המכונה "החגורה והדרך" ומכאן עוברת רשת צירי התחבורה ההודו-אמריקאית המכונה המסדרון הכלכלי של הודו-אירופה, המתחרה עם הרשת הסינית. וכאן מתוכננת תעלת הימים, ההרסנית מבחינה סביבתית והיקרה וחסרת כל תועלת מבחינה כלכלית, שאמורה להחליף בעת צורך, לפי פנטזיית המתכננים שלה, את תעלת סואץ.

בסיפור הזה הציונות אינה תנועת גאולה יהודית, גם אם היא כך בממד הרגשי שלה, אלא היא תנועת התיישבות לכל דבר שנועדה להבטיח אחיזה טריטוריאלית תחילה של המעצמה הבריטית ולאחר מכן של המעצמה האמריקאית. במקביל חיזקו הסובייטים ולאחר מכן הרוסים את היחסים והאחיזה שלהם בטריטוריות בשטחן של סוריה ועיראק מה שהבטיח את הגישה שלהם אל הים התיכון ואל המפרץ הפרסי. מכאן המלחמות של ישראל עם סוריה היום ובזמנו עם עיראק אינן מלחמות של יהודים נגד ערבים, אלא הן חלק ממלחמה רוסית-אמריקאית (שבכלל אינה קרה) על הבטחת השליטה והאחיזה של כל אחת מהן באזורים אסטרטגים על נתיבי הסחר והצירי התנועה שלו.

המלחמה הראשונה של ישראל אחרי 1948 הייתה המלחמה על תעלת סואץ. זו לא הייתה מלחמה של ישראל נגד מדינות ערב, אלא זו הייתה המלחמה של צרפת ובריטניה על השליטה שלהם בתעלת סואץ, וישראל מלאה את התפקיד המיועד לה והמצופה ממנה במלחמה זו.

השנאה ההדדית בין מוסלמים ליהודים, שעם הזמן קבלה סיבות נוספות שהזינו והצדיקו אותה, נועדה כדי לשרת את הפרויקט הזה. ועצוב מאוד לראות את כאבם ואת אבלם ואת אסונם של היהודים, שהתבטא באנטישמיות חסרת רסן באירופה שהגיעה לשיא שלה בשואה, מנוצלים בציניות ובמניפולטיביות חסרת רסן גם על ידי התנועה הציונית עצמה.

הציונות מעולם לא הייתה למען היהודים, אלא ניצלה את היהודים ואף הוספיה למצוקתם. יהודים ציונים הם ציונים קודם כל, גם אם זה על חשבון רדיפת יהודים אחרים לא ציונים או על חשבון הפקרתם. יותר מכל דבר אחר נצלה הציונות את היהודים תוך כדי יצירת האשליה שהיא מצילה אותם. אין טרגדיה יותר עצובה מזו ואין טרגדיה שמשתווה אליה מלבד אולי הטרגדיה של הפלסטינים שגם הם הוקרבו על ידי מי שציפו שיושיעו אותם.

מי שלומד על קולוניאליזם, על המניעים ועל ההיסטוריה שלו (גם בלי שום קשר לישראל) יכול לראות את הסיפור הזה, או לפחות חלק ניכר ממנו. מי שנמנע מלגעת בזה, ויעדיף לראות בקולוניאליזם מילת גנאי ויפסול אותה ככלי אנליטי, יישאר שבוי בקסמם של מיתוסים קולוניאלים וציונים ויישאר לעד מנוצל באמצעותם.

חוקרים שמבקרים את הציונות ומבקרים את הניצול הציני שלה את השואה ואת זכר הקורבנות שלה, וחוקרים שמבקרים את הנרטיב ההיסטורי הכללי שהכתיבה הציונות ליהדות וליהודים העשיר במיתוסים חילוניים לא פחות מאשר מיתוסים דתיים, ללא הקונטקסט הכללי של קולוניאליזם, הביקורת שלהם נשארת ביקורת חשובה אך כזו שנמצאת בחלל רק, אינה מתחברת לשום דבר ואינה מקדמת אותנו לשום מקום שיכול להיות יותר טוב מהמקום שאנחנו נמצאים בו.

-------

העולם אנטישמי!

אם אלה היו הורים שמפמפמים לילד שלהם יום ולילה שכל העולם שונא אותו, רשויות הרווחה היו מזדעקות מזמן.

אירופה היא לא כל העולם. קצת פרופורציות.

אנטישמיות קשורה להיסטוריה הספציפית של אירופה ולהסתעפויות הקולוניאליות שלה. עם כל הכבוד לאירופה ולקולוניאליזם שלה, אך אירופה אינה כל העולם.

האדם האירופאי\לבן שנא את כל מי שאינו לבן, הוא לא שנא רק יהודים. הוא שנא גם לבנים שלא תאמו את הלובן המצופה. לא רק אירופאיים שנאו. כל קבוצה הגמונית שנאה את השונים שהיו בקרבה, וזה לא היה משהו בלעדי לאירופה ולאירופאיים. זו הייתה דרכו של העולם, לשנוא את השונים. העות'מניים למשל שנאו את הארמנים ונוצרים אחרים. אולי בחלקם, כמו האירופאיים, הם עדיין שונאים. אבל השנאה של העות'מניים לארמנים היא אינה שנאה של כל העולם לארמנים. כך גם השנאה של האירופאיים ליהודים אינה שנאה של כל העולם ליהודים.

אפשר להביא הרבה דוגמאות מהעולם על קבוצות לא הגמוניות שנרדפו בדרכים אכזריות, עדיין, אף אחת מהרדיפות האלה – כולל רדיפת היהודים באירופה - לא הייתה רדיפה עולמית נגד קבוצה אחת.  

הרדיפה של היהודים באירופה הייתה באירופה. היא הופצה עם הקולוניאליזם האירופאי – כמו הרבה דברים אחרים שהקולוניאליזם הזה הפיץ. האדם הלבן נשא את הערכים שלו לכל מקום שהגיע אליו, וכמו כל חלקי התרבות שהוא נשא, חלקם התקבל וחלקם לא התקבל. הנוצרות עצמה שהיא הדבר שהכי הופץ עם הקולוניאליזם (יחד עם כללי המיניות שלה) לא התקבלה בכל מקום בעולם כמו שהיא במלואה על כל חלקיה, אלא באופן חלקי ומותאם לערכים המקומיים ולאמונות המקומיות. כך שגם אם העולם התנצר, הוא לא הפך לאירופאי, הערכים שלו הם נגזרת של ההיסטוריה שלו המושרשת במקום ומוטמעת בו, ואין שום סיבה לעמים ילידים באפריקה או בדרום אמריקה להיות אנטישמים (עד הקולוניאליזם הם לא ידעו מה זה יהודי). זה ועוד לא דיברנו על עמים נוצרים שלא התנצרו על ידי האירופאיים, כמו למשל הערבים הנוצרים, שהיו נוצרים עוד לפני שאירופאים אימצו את הנצרות והפכו אותה לדת של האימפריה שלהם. בהיסטוריה הערבית יש מספר דוגמאות של שבטים נוצרים ערבים שנלחמו באימפריה הביזנטית וסירבו להיות חלק ממנה. כמוהם היו גם כנעניים וקופטים ואשורים ועוד, אלה הם הנוצרים הראשונים שלא התנצרו על ידי אירופאיים (ולא התאסלמו בכפיה אלא היה להם חופש בחירה), ובמהלך השנים הם קיבלו את השפה הערבית והחלו להזדהות גם כנוצרחם ערבים.

אך מה שיותר חשוב מזה, זה שיש תנועות התנגדות לקולוניאליזם בעולם, שמתנגדות להשפעות השליליות של הקולוניאליזם על העולם, ואינן מקבלות את כל מה שהתרבות הקולוניאלית הביאה להם. הם בוררות מתוך התרבות הזו את מה שתואם או לא תואם את הערכים המקומיים ה "לא נוצריים" וה "לא לבנים" שלהם,  ואין להם שום סיבה להיות אנטישמים ולשנוא יהודים, כי יהודים לא היו חלק מההיסטוריה שלהם ולא "הרסו" להם את הלובן המדומיין והמיוחל. יחד עם זה, במקומות שיהודים כן היו חלק מההיסטוריה שלהם, כמו למשל בצפון אפריקה ובמדינות המזרח התיכון, ההיסטוריה של מקומות אלה הייתה לגמרי שונה מההיסטוריה של היהודים באירופה. עד לאמצע המאה העשרים ההיסטוריה של היהודים במקומות אלה היתה היסטוריה זוהרת, הם נמנו על כל שכבות האוכלוסייה והיו חלק מכל המעמדות שלה כולל מהאליטות שלה. הם שמרו על תרבות יהודית ועל חפצי תרבות יהודית לאורך מאות ואלפי שנים. ההנחה שכל העולם שונא יהודים רק מעצם זה שהם יהודים היא הנחה בעייתית מאוד ולו רק בגלל זה שהיא יוצאת מנקודת הנחה כזו שיש משהו שהוא "כל העולם".

הפרדוקס הוא שבמקום שיהודים אירופאיים – הקבוצה ההגמונית בישראל שמכתיבה את ערכיה - יצאו נגד זה, לא, הם מתעקשים על הלובן שלהם, ועל האירופאיות שלהם, ועל היותם חלק מהעמים המתורבתים, אלה שהכנסייה הקתולית של אירופה האנטישמית הכריזה עליהם כמתורבתים וראויים – לעומת האחרים הפראיים ה-
savages. כך שהאנטישמיות שהם יוצאים נגדה היא חלק מהתרבות שהם מתעקשים להוכיח שהם שייכים אליה והם חלק ממנה וראויים לה.

במידה מסוימת הם צודקים, זו זכותם, הם אירופאיים גם אם חלק מהאירופאיים לא רוצים, וההתעקשות הזו על האירופאיות שלהם מחזירה לאירופאיים כל הזמן את מה שהם לא רצו לקבל (ואולי בחלקם עדיין לא רוצים), זה שהלובן שלהם הוא לא באמת לבן, לפחות לא במידת הציפיות שלהם. שה-
savages הם לא אי שם מעבר לאוקיינוסים, אלא הם חלק מהם, אם זה היהודים הלא נוצרים ואם זה אחרים שלא תאמו את הלובן המצופה.

לרוב, ישראל כמדינה עסוקה בלהוכיח שהיהודים ראויים, ראויים לתרבות וראויים להיחשב מתורבתים, ראויים להיות אומה (ואין לי שמץ של מושג מה היא "אומה" ומה זה אומר), וראויים בהתאם למדינה משלהם, שהיא ראויה להיות חלק מהעולם המתורבת, במיוחד מאירופה; בספורט, בפוליטיקה, בסגנון החיים, בכלכלה, ברמת החיים ובממדים הסוציואקונומיים שלה, ובמה לא?

במקום לצאת נגד התרבות שהוקיעה אותם, יהודים-ישראלים מתעקשים להשתייך אליה, להזדהות איתה ולהיות חלק ממנה. וכמו שתרבות זו עושה, שמה את עצמה במרכז העולם וחושבת שהיא כל העולם, כך גם הם עושים. שמים אותה במרכז העולם והופכים את השנאה שלה אליהם לשנאת עולם.

אם זה היה הבן שלך שכל בית הספר שונא אותו, לא היית אומרת לו שכל העולם שונא אותו (כמה נורא להגיד את זה למישהו). אלא, היית אומרת לו שבית הספר הזה לא ראוי לו, ואולי היית מחפשת לו בית ספר אחר וחברים אחרים או היית עושה משהו כדי לשנות את המצב, אך לא היית אומרת לו שהוא צריך להילחם בזה ולהוכיח שהוא ראוי. כי להיות שם, להשתייך, להזדהות ולהוכיח שהוא ראוי בלי באמת לשנות את המצב, זה אומר שהוא ראוי להיות חלק מבית ספר שישנא ילד אחר, והוא יצטיין בשנאה הזו כדי להוכיח שהוא ראוי; ראוי ומתורבת ויודע להדוף פראיים.
--

אפשר להוריד כקובץ (pdf). 

الزبالة مش كلها للحرق

الزبالة مش كلها للحرق

كيف نخفف من أزمة الزبالة؟

أولا، من المهم الإشارة الى ان حرق الزبالة من أساسه هو مشكلة صحية وبيئية، وعملية الحرق للتخلص من النفايات هي عملية غير مقبولة عالميا حتى في المزابل ذاتها. من هنا فإن البلد التي يضطر سكانها الى حرق نفاياتهم، وضعها اسواء من وضع المزابل. 

ثانيا، مهم التمييز بين النفايات البيتية، والنفايات الناتجة عن المحلات التجارية، او عن المطاعم. الملاحظات التالية تخص النفايات المنزلية. اما نفايات المصالح التجارية، فلها طرق مختلفة للتخلص من النفايات، وذلك نظرا لكمية هذه النفايات ونوعيتها، وهي تختلف بشكل كبير عن النفايات المنزلية.

ثالثا، حجم النفايات ليس تعبير حقيقي عن كمية النفايات، بالتالي من الممكن العمل على تقليص حجم "كومة الزبالة" الموجود في الشارع، كما يمكن العمل على تقليل كميتها فليس كل ما نرميه الى الزبالة هو حقا زبالة.


النفايات على حقيقتها

بالنسبة للنفايات البيتية ممكن تقليص حجم النفايات وكميتها بعدة طرق، وهذا بالاعتماد على مبدأ فصل النفايات بالمصدر، أي فصل النفايات في لحظة انتاجها. نعم نحن منتجون للنفايات، هذا ما اكثر ما ينتجه البشر في حياتهم اليومية، وعلينا أن نأخذ مسؤولية على عملية إنتاج النفايات وعلى دورنا فيها. وبما انه الكل عم بعاني، فممكن كلنا نعمل خطوات صغيرة للتقليل من المشكلة.

(1)   في المنزل، نبدأ بفصل النفايات العضوية عن النفايات غير العضوية. النفايات العضوية هي النفايات الناتجة عن عملية اعداد الطعام: قشور الفاكهة، قُمع الخضروات، بقايا الطعام. كل ما يمكن ان يُهضم داخل الأمعاء يمكن ان يتحلل خارج الأمعاء ويعود الى الطبيعة.

(2)   عمليات التحلل نوعين، هوائية أو لا هوائية. الرائحة النتنة الكريهة تنتج عن عمليات التحلل اللاهوائية، فكيف نمتنع عنها؟

      التحلل الهوائي، من اسمه، هو تحلل يتم مع تعرض النفايات الى الهواء. تحديدا الى الأكسجين الموجود في الهواء والضروري لعمليات الاكسدة والتحلل. هذه العملية لا تنتج عنها رائحة نتنة. الرائحة النتنة تنتج عن التحلل اللاهوائي، وهو التحلل الذي يتم عند انعدام الأكسجين، أي بظروف لا يوجد بها تهوئة كافية للمواد العضوية. 

فعل سبيل المثال، عندما نضع النفايات العضوية مع البلاستيك والنايلون في سلة نفايات المطبخ، البلاستيك والنايلون يعملون على "خنق" النفايات العضوية، وعلى إجبارها على التحلل بدون هواء. عملية التحلل اللاهوائية هي مصدر الرائحة النتنة في سلة نفايات المطبخ. اذا فصلنا بين النفايات العضوية وبين النفايات الأخرى، مثل البلاستيك والكرتون والنايلون والعلب المعدنية، ووضعنا النفايات العضوية في سلة جانبية مفتوحة، لن ينتج عن البلاستيك والكارتون النايلون والعلب المعدنية روائح كريهة، اما بقايا الطعام، فسوف تتحلل بعملية تحلل هوائية لا ينتج عنها رائحة كريهة.

من هنا فإن الفصل في المصدر بين النفايات العضوية وغير العضوية هو في مصلحة المطبخ أولا قبل الشارع. عندما تبدأ في فصل النفايات سوف تلاحظ ان النفايات في المطبخ أصبحت عديمة الرائحة أولا. ثانيا، لا ينضب عنها سوائل كريهة نتنقط على طول الطريق من المطبخ الى الشارع، مرورا بالدرج والساحة والمطلع المشترك مع الجيران، هذا لان هذه السوائل تنتج عن عملية التحلل اللاهوائية للمواد العضوية. 

ملاحظة 1: وجود الماء مع النفايات العضوية، يحول عملية التحلل الهوائية الى لا هوائية، وذلك لان الماء يمنع وصول الهواء الى النفايات. في حال ووجود نفايات عضوية رطبة، مهم جدا وضعها مع النفايات العضوية، لكن هذا يتطلب ان يتم التخلص منها في وقت اسرع.

بالنسبة للنفايات العضوية التي تتجمع في المجلى، من المهم تقليل كمية الماء الموجودة فيها قبل نقلها الى سلة النفايات ومن الأفضل الامتناع من الأساس عن التعامل مع المجلى كما لو كان حاوية نفايات، فعلى الصحون والطناجر ان تصل الى المجلى فارغة تماما، أي بعد ان تم تفريغ محتواها في سلة النفايات العضوية.   

ملاحظة 2: بالنسبة للعلب المعدنية والبلاستيكية، في حال وجود بقايا طعام على هذه العلب افضل شطفها بقليل من الماء قبل تحويلها الى سلة النفايات.

سلة كومبوست بيتية

(3)  التخلص من النفايات العضوية: من الممكن في الحديقة المنزلية، في زاوية مخصصة للنفايات العضوية. وكما ذكرت سابقا اذا تم الحفاظ عليها جافة فلن تنتج عنها رائحة، بل سوف تتحلل وتغذي التربة. ولمن يريد ان يحافظ على جمالية المكان، ممكن تأطير هذه الزاوية ببعض الحواجز الخشبية، او ممكن اقتناء سلة كومبوست تحفظ التهوية كالسلة التي في الصورة. كذلك، وهذا مفيد لمن لا يوجد لديه حديقة، ممكن فرم هذه النفايات العضوية بالمكسر، وتوزيعها على الأصص (القواوير) مما سوف يسعد نباتاتكم.  

كذلك ممكن اعتماد عملية التحليل الرطبة، بإضافة الماء الى المواد العضوية، مما يسرع من عملية التحليل، لكن هذا يتطلب منكم بعض الجهد لتقليب النفايات بشكل دائم، كي لا تتعفن ولا ينتج عنها رائحة نتنة. 

زاوية كومبوست بيتية

(4)   بعد ان تخلصنا من النفايات العضوية وحولناها الى سماد عضوي حقيقي تستفيد منه النباتات المنزلية، يبقى لنا الجزء الأسهل في التعامل مع ما تبقى من نفايات غير عضوية وهو التقليل من حجمها.

(5)   التقليل من حجم النفايات يتطلب أولا فصل كل ما هو ليس نفايات حقيقية، عن النفايات. على سبيل المثال: القناني الزجاجية، يكفي ان تضعها في كيس منفصل الى جانب سلة النفايات، خلال ساعات الليل سيأتي من يأخذ هذا الكيس ليقوم لاحقا باستبدال كل قنينة فارغة بـ30 أغورة. ليس المطلوب منك سوى ان تضع هذه الزجاجات بحالة نظيفة في كيس منفصل الى جانب كومة النفايات، وسيأتي من "يخلصك" منها. 

(6)   بالنسبة للقناني البلاستيكية، قناني المشروبات الخفيفة، من المفضل ان تضغطها لإخراج الهواء منها والتقليل من حجمها قبل ان ترميها في سلة النفايات. هذا يقلل من حجم كيس النفايات البيتي اولا، كذلك من حجم كومة النفايات المتراكمة في الشارع. 

(7)   بالنسبة للكراتين أيضا، ممكن طيها قبل القائها الى كومة النفايات في الشارع. هذه الملاحظة مهمة جدا للمحلات التجارية، التي غالبا ما ترى تلال الكراتين الفارغة بجانبها. لكن لو قام أصحاب هذه المحلات التجارية بتقليل حجم هذه الكراتين، لكان بهذا فائدة كبيرة للجميع. كذلك من المهم فصل هذه الكراتين عن النفايات الأخرى، لأن هذه الكراتين مصنوعة من مواد عضوية، وفي حال وجود نفايات عضوية في سلة المهملات، هذه الكراتين سوف تنضم الى عملية التحلل اللاهوائية وسوف تفاقم من مشكلة الروائح الكريهة.

(8)   بالنسبة للنفايات العضوية الناتجة عن المطاعم وعن الملاحم ومحلات مشابهة، هذه أصلا يجب التخلص منها بطرق أخرى مختلفة وليس عن طريق سلال النفايات العامة. 

(9)   للنهاية، في حال تخلصنا من وجود النفايات العضوية في سلال النفايات العامة، تبقى اكوام النفايات بدون رائحة، وعلى ذلك لن يضطر أي منا الى حرقها. سيكون المشهد مقيت، لكن على الأقل بدون رائحة كريهة ولن نضطر الى استنشاق الدخان المُسرطِن.


فصل النفايات في المصدر: عضوية وغير عضوية 

 ممكن المعاينة والتحميل كملف pdf