تكتب نجلاء عثامنة عن مواجهة الهشاشة البيضاء في الحقل العلاجي وفي غرفة العلاج. لا تستعمل نجلاء في مقالتها هذه هذا المصطلح، ولا اعلم إن كان المصطلح معتمد في علم النفس، إلا أنني اجده ملائم جدًا لما وصِف في المقال.
سنــــاسِـل
مدونة بيئية اجتماعية اقتصادية سياسية نسوية، تكتبها نسرين مزاوي
في مواجهة الهشاشة البيضاء (White Fragility)
تعدد الزوجات بين التنظير النسوي والنضال الحقوقي والاقتصادي
أنا أؤيّد "تعدد الزوجات وفق الشريعة الإسلامية" بمعنى عدم تجريمه قانونيًا، وهذا انطلاقًا من دعمي لكل أنماط العائلات التي لا يشترط أن تتكوّن من أب وأم وأطفال. فالعائلات قد تتكوّن بأشكال متنوعة تختلف عن النمط الثنائي المغاير الذي فُرِض على العالم كنموذج وحيد يُحتذى به.
يمكن أن تتكون العائلة من أم وحيدة مع أطفال، أو أب وحيد مع أطفال؛ سواء كان ذلك عن خيار أو لظرف فرضته الحياة.
كذلك يمكن أن تتكون العائلة من أم وأم مع أطفال، أو أب وأب مع أطفال، بغضّ النظر عن وجود علاقة جنسية بين البالغين في هذه العائلة من عدمه. فقد تفرض الحياة مثلًا لظروف مختلفة ومتعددة أن تتشارك أختان في تربية أطفالا معا (اذا ترملت اختك ع بكير ممكن تعيشي معها وتربي أولادها معها كما لو كانوا أولادك وكما لو كنت أمهم التي لم تلدهم؟) من وجهة نظري هذه عائلة، والعلاقة الزوجية ليست شرطًا في تكوين العائلة. وينطبق الأمر ذاته على الرجال. فمن الممكن لأخوين أو أب وابنه أن يجدوا أنفسهم مسؤولين عن تربية الأطفال لنفس السبب، أي أن الحياة فرضت عليهم هذا الوضع (ترمّل الأب والسيد مثلا. ممكن تصير؟ ممكن). العائلة بالنسبة لي تتكوّن من فرد بالغ أو أكثر، يقدم الرعاية والاهتمام لطفل واحد او أكثر. وإذا فرضت الحياة ذاتها على البعض كما في الأمثلة السابقة وأدت إلى تكوين عائلات غير نمطية فهذا لا ينتقص من عائلية هذه العائلات.
على نفس المبدأ، يمكن لأشخاص بالغين غير نمطيين أن يختاروا تقديم الرعاية والاهتمام لطفل واحد أو أكثر بناءً على خيارهم وليس لأن الحياة فرضت عليهم ذلك، وهذا أيضَا لا ينتقص من عائليتهم. وبالإشارة الى "أشخاص بالغين غير نمطيين"، أعني المثليين والمثليات، لكن أيضا الأفراد اللاجنسانيين (أي أشخاص لا توجد لديهم رغبة جنسية) وغيرهم ممن لديهم رغبة في تكوين عائلات غير نمطية والانخراط في رعاية أطفال قد يكونون أو لا يكونون أبناءهم البيولوجيين.
بالتالي من الممكن أن يكون لكل طفل أكثر من أم أو أكثر من أب غير الأم البيولوجية أو الأب البيولوجي. كل هذه أنماط عائلات غير مألوفة، وكونها غير مألوفة لا ينتقص من عائليتها.
بناء عليه، أنا أؤيد تعدد الزوجات إن كان نابعًا عن خيار حر. وهذا في الواقع هو الفخ الذي تقع فيها النسويات الفلسطينيات الرافضات لتعدد الزوجات، إذ يتجاهلن مسألة انعدام الخيار، ويركزن على إدانة النهج لذاته، وما هذا إلا نفاق.
وهذا النفاق نابع من تملّق النسويات الفلسطينيات للسياسات الليبرالية وللنسوية الليبرالية وهو أيضًا نفاق زميلاتهن النسويات الإسرائيليات اللواتي يرفضن تعدد الزوجات بينما يعشن بأنفسهن في أطر عائلية غير نمطية. فمن بينهن الأمهات الوحيدات في عائلات أحادية الوالدية، والأمهات في عائلات قائمة على المساكنة الزوجية دون أي تأطير قانوني رسمي - ديني او مدني - للعلاقة الزوجية، أو منهن المؤيدات والداعمات للعائلات المثلية وللسيولة الجندرية وللحب البولي-أموري (كيف بالله، طالعة حلوة الحب البولي-أموري اه؟ مودرن ومنفتح ومش زي تعدد الزوجات دِّج ومتخلف وعربي)، قمة النفاق.
والأسواء من النفاق، حسب رأيي، هو ما يسمح هذا النفاق بالتغاضي عنه، وهو المشكلة الرئيسية في مسألة تعدد الزوجات، وهي غياب الخيار الاقتصادي (والإطار القانوني-السياسي في حال كانت الزوجة من غزة أو من الضفة). ففي أغلب حالات تعدد الزوجات تكون النساء مُستغلات ومقموعات ومغلوب على أمرهن، ونادرًا ما نجد نساء يعشنَّ هذا النمط عن خيار حر. لكن هذا لا يلغي حقيقة أن بعض النساء اخترنَّ هذا النموذج العائلي بإرادة حُرة وعن رضا تام من جميع الأطراف، ولا يحق لأي منا أن تقرر أن هذا الخيار غير قانوني. وفي اللحظة التي تُعلِن فيها النسويات أنهن متقبلات للموضوع، عندها ستأتي النساء اللواتي اخترن هذا النموذج بشكل حر ليشاركن قصص حياتهن وأسباب اختيارهن الانخراط في عائلة تتعدد فيها الزوجات. في اللحظة التي تتحلى فيها النسويات الفلسطينيات ببعض التواضع وتتراجع عن إصدار الأحكام وعن الحذو خلف النسوية الليبرالية البيضاء، سنسمع قصص هذه النساء. لكن رفض هذا النموذج هو الذي يتيح إخراس النساء اللواتي تعيش في إطاره، والتكلم بالنيابة عنهن ولعب دور "محاميات الدفاع" عن "النساء المستضعفات". لكن الحقيقة هي أن النسويات هنّ من يخرسنَّ هؤلاء النساء وهن اللواتي يستضعفنهن، إضافة إلى الاستضعاف البنيوي الذي تعيشه هذه النساء. النسويات الفلسطينيات مستفيدات بشكل مباشر من عملية الإخراس هذه ومن التأطير النمطي الرافض للآخر(ى) والمهمّش لها ولأسلوب حياتها.
مرة أخرى أشدّد أنا أؤيد "تعدد الزوجات وفق الشريعة الإسلامية" إذا كان نابعًا خيار حر، لكن هذا ليس هو الواقع. مع ذلك، ليس من حقنا أن نقرر أن تعدد الزوجات غير قانوني. في الوقت ذاته، علينا توجيه طاقاتنا لمعالجة الضائقة الاقتصادية أو القانونية التي تسبب المعاناة للنساء وتجعلهنّ ضحايا للاستغلال. إذا حسّنا الوضع الاقتصادي للنساء، وإذا حسّنا المكانة القانونية للنساء من غزة والضفة اللواتي يعشن في إسرائيل، فإن الكثير منهنّ سيخرجن من دائرة الاستغلال دون أن يلغي هذا شرعية هذا الخيار لمن ترغب به.
تقبل أنماط العائلات البديلة، وتقبّل مرونة الأدوار الجندرية، وميوعة الجنسانية، وفي ذات الوقت رفض تعدد الزوجات، ما هو إلا نفاق صافي؛ نفاق النسويات الفلسطينيات والإسرائيليات على حد سواء. نفاق تذويت العنصرية المرافقة للنسوية الليبرالية البيضاء في صفوف النسويات الفلسطينيات.
انا مع العائلات بكل أشكالها. العائلة بالنسبة لي لا تُعرّف بحسب العلاقة الجنسية بين أفراد الجيل المؤسس للعائلة، فقد تتكون العائلة بدون علاقة جنسية. هنالك الكثير من الفرضيات الخاطئة والقوالب الجاهزة التي اعتدنا أن نفكر بالعائلة من خلالها، بينما الإمكانيات أوسع بكثير. العائلة بالنسبة لي هي مجموعة أشخاص يتبادلون الرعاية فيما بينهم وتجمعهم علاقة اقتصادية شيوعية بالمعني الحرفي والعملي للكلمة: "كل واحد على قدر استطاعته، وكل واحد على قدر ما يحتاج"، سواء مع أطفال او بدونهم.
أعلم أن الشريعة الإسلامية لها رأي آخر فيما يخص العائلة، فهي تسمح بتعدد الزوجات بينما لا تقبل بعض الأنماط الأخرى، لكننا لا نعيش بدولة شريعة إسلامية، إنما في دولة علمانية، أو على الأقل هذا ما نريد. وإذا كانت هذه الدولة - كمجتمع وكمؤسسات - تتقبل أشكال العائلات البديلة، فليس هنالك أي حِجة لها في رفض تعدد الزوجات. رفض تعدد الزوجات في دولة علمانية ليبرالية تتعدد فيها أشكال العائلات ما هو إلا نفاق.
لأنه كلنا مع الحب البولي أموري، صح؟ ومع السيولة الجندرية والميوعة الجنسية (ونص الرجال اللي ضد تعدد الزوجات ممكن متحرشين او عنيفين او ما عندهم مشكلة يكونوا مصاحبين)، بس تعدد الزوجات تخلف. أكيد.
عل كل حال عادة يعتمد تعدد الزواجات على الزواج العرفي ولا يسجل قانونيًا، لكن لماذا الحاجة الى التجريم والملاحقة القانونية؟! بالعكس علينا أن نسعى لقوننة الزواج وإتاحة تسجيله رسميًا فهذا ما سيوفر الحماية للنساء ولأطفالهن وليس نزع الشرعية عنهن والملاحقة القانونية.
كذلك يجب أن لا ننسى أن المرأة غير المستضعفة اقتصاديًا تستطيع التحرر من الرجل العنيف أو الخائن أو من إطار تتعدد فيه الزوجات، أما المرأة المستضعفة اقتصاديًا فستكون مغلوبة على أمرها ومستغلة في كل الأحول. فلا تشدوا على حالكن كثير بالمحل الغلط، رجاءَ، المشكلة ليست في تعدد الزوجات ولا في الشريعة الإسلامية.
وأكيد النسويات الإسرائيليات راح يصفقولكن لما تحكوا ضد تعدد الزوجات، ما احلاهن وهني مش مصفقات، برافوا عليكو وعليهن وعلى النسوية الناصعة البياض.
______________
بإعقاب النشر بالـ "فيسبوك"، تلقيت السؤال التالي:
كلام جميل لكن هل تشريع تعدد الزوجات سيرافقه تعدد الأزواج أيضًا؟ أنا مع حرية الاختيار وكذلك مع المساواة، ليكن ذلك متاحاً للجميع إن كان هنالك من مجال لتشريعه.
الجواب على هذا التعليق:
أنا مع كل أشكال العلاقات المبنية على خيار حر، ومع كل أنواع العائلات القائمة على ذات المبدأ. الطرح أعلاه ملائم لما يحدث داخل دولة إسرائيل التي تتبنى الأنماط البديلة للعائلات المثلية، والعائلات الأحادية الوالدية، والعائلات المبنية على المساكنة وغيرها، لكنها ترفض تعدد الزوجات. لكن لا يمكن إسقاط هذا الطرح كما هو على دولة مثل تونس، على سبيل المثال، أو على أي دولة عربية أو إسلامية أخرى قد تحذو حذو تونس وتمنع تعدد الزوجات، لأن تونس لا تتيح أنماطًا عائلية بديلة.
مبدئيًا أنا مع تبني النموذج الذي يتيح ممارسة كافة الأنماط البديلة، لكن الأهم من ذلك هو الحالة الاقتصادية للأفراد. فالأفراد دائمًا يجدون الهامش الملائم الذي يتيح لهم ممارسة حياتهم بحرية، وأحيانًا بسرية، بعيدًا عن ما ينص عليه القانون. لكن الوحيدين الذي يستطيعون أن يسمحوا لأنفسهم بممارسة هذه الحرية هم الأفراد المستقلون اقتصاديًا، سواء كانوا رجالًا او نساءً.
اما إذا كان السؤال يتعلق بالشريعة الإسلامية ذاتها، فالجواب واضح. ولا أرى أنه من المناسب الخوض في العقيدة الدينية، خاصة وأن الحديث يدور عن دولة تدعي العلمانية. انا مع تحرر الدولة من الشرائع الدينية، لكن هذا التحرر يعني أن تتيح الدولة ممارسة هذه الشرائع بحرية لمن يختار ذلك. فسقف العلمانية وقدرتها على احتواء الشرائع الدينية أوسع وأكبر من قدرة الدين على احتواء ما يخالفه. على الدولة العلمانية أن تتيح للأشخاص المتدينين ممارسة حياتهم بحسب عقيدتهم، لكننا نعلم أن العكس غير صحيح، فالدول الدينية لا تتيح للأفراد الحرية لممارسة حياتهم وفق خياراتهم. لهذا، فخياري أنا هو خيار الدولة العلمانية.
بالإضافة لا بد أن نذكر أن النموذج الذي تتغنى به الدولة (أب وأم واطفال) هو نموذج عائلة استعماري، وقد كُتِبَ الكثير - لا سيما من قبل باحثين من دول الجنوب - عن التحرر من هذا النموذج الاستعماري، وعن خصائص وأحيانًا فضائل النماذج العائلية السابقة للاستعمار.
על ציונות, קולוניאליזם ומה שביניהם
זמין בקובץ pdf
העולם אנטישמי!
אם אלה היו הורים שמפמפמים לילד שלהם יום ולילה שכל העולם שונא אותו, רשויות הרווחה היו מזדעקות מזמן.
אירופה היא לא כל העולם. קצת פרופורציות.
אנטישמיות קשורה להיסטוריה הספציפית של אירופה ולהסתעפויות הקולוניאליות שלה. עם
כל הכבוד לאירופה ולקולוניאליזם שלה, אך אירופה אינה כל העולם.
האדם האירופאי\לבן שנא את כל מי שאינו לבן, הוא לא שנא רק יהודים. הוא שנא גם
לבנים שלא תאמו את הלובן המצופה. לא רק אירופאיים שנאו. כל קבוצה הגמונית שנאה את
השונים שהיו בקרבה, וזה לא היה משהו בלעדי לאירופה ולאירופאיים. זו הייתה דרכו של
העולם, לשנוא את השונים. העות'מניים למשל שנאו את הארמנים ונוצרים אחרים. אולי
בחלקם, כמו האירופאיים, הם עדיין שונאים. אבל השנאה של העות'מניים לארמנים היא אינה
שנאה של כל העולם לארמנים. כך גם השנאה של האירופאיים ליהודים אינה שנאה של כל
העולם ליהודים.
אפשר להביא הרבה דוגמאות מהעולם על קבוצות לא הגמוניות שנרדפו בדרכים אכזריות, עדיין,
אף אחת מהרדיפות האלה – כולל רדיפת היהודים באירופה - לא הייתה רדיפה עולמית נגד
קבוצה אחת.
הרדיפה של היהודים באירופה הייתה באירופה. היא הופצה עם הקולוניאליזם האירופאי –
כמו הרבה דברים אחרים שהקולוניאליזם הזה הפיץ. האדם הלבן נשא את הערכים שלו לכל
מקום שהגיע אליו, וכמו כל חלקי התרבות שהוא נשא, חלקם התקבל וחלקם לא התקבל. הנוצרות
עצמה שהיא הדבר שהכי הופץ עם הקולוניאליזם (יחד עם כללי המיניות שלה) לא התקבלה בכל
מקום בעולם כמו שהיא במלואה על כל חלקיה, אלא באופן חלקי ומותאם לערכים המקומיים ולאמונות
המקומיות. כך שגם אם העולם התנצר, הוא לא הפך לאירופאי, הערכים שלו הם נגזרת של
ההיסטוריה שלו המושרשת במקום ומוטמעת בו, ואין שום סיבה לעמים ילידים באפריקה או
בדרום אמריקה להיות אנטישמים (עד הקולוניאליזם הם לא ידעו מה זה יהודי). זה ועוד
לא דיברנו על עמים נוצרים שלא התנצרו על ידי האירופאיים, כמו למשל הערבים הנוצרים,
שהיו נוצרים עוד לפני שאירופאים אימצו את הנצרות והפכו אותה לדת של האימפריה שלהם.
בהיסטוריה הערבית יש מספר דוגמאות של שבטים נוצרים ערבים שנלחמו באימפריה הביזנטית
וסירבו להיות חלק ממנה. כמוהם היו גם כנעניים וקופטים ואשורים ועוד, אלה הם הנוצרים
הראשונים שלא התנצרו על ידי אירופאיים (ולא התאסלמו בכפיה אלא היה להם חופש בחירה),
ובמהלך השנים הם קיבלו את השפה הערבית והחלו להזדהות גם כנוצרחם ערבים.
אך מה שיותר חשוב מזה, זה שיש תנועות התנגדות לקולוניאליזם בעולם, שמתנגדות
להשפעות השליליות של הקולוניאליזם על העולם, ואינן מקבלות את כל מה שהתרבות
הקולוניאלית הביאה להם. הם בוררות מתוך התרבות הזו את מה שתואם או לא תואם את הערכים
המקומיים ה "לא נוצריים" וה "לא לבנים" שלהם, ואין להם שום סיבה להיות אנטישמים ולשנוא יהודים,
כי יהודים לא היו חלק מההיסטוריה שלהם ולא "הרסו" להם את הלובן המדומיין
והמיוחל. יחד עם זה, במקומות שיהודים כן היו חלק מההיסטוריה שלהם, כמו למשל בצפון
אפריקה ובמדינות המזרח התיכון, ההיסטוריה של מקומות אלה הייתה לגמרי שונה
מההיסטוריה של היהודים באירופה. עד לאמצע המאה העשרים ההיסטוריה של היהודים
במקומות אלה היתה היסטוריה זוהרת, הם נמנו על כל שכבות האוכלוסייה והיו חלק מכל
המעמדות שלה כולל מהאליטות שלה. הם שמרו על תרבות יהודית ועל חפצי תרבות יהודית לאורך
מאות ואלפי שנים. ההנחה שכל העולם שונא יהודים רק מעצם זה שהם יהודים היא הנחה
בעייתית מאוד ולו רק בגלל זה שהיא יוצאת מנקודת הנחה כזו שיש משהו שהוא "כל
העולם".
הפרדוקס הוא שבמקום שיהודים אירופאיים – הקבוצה ההגמונית בישראל שמכתיבה את ערכיה
- יצאו נגד זה, לא, הם מתעקשים על הלובן שלהם, ועל האירופאיות שלהם, ועל היותם חלק
מהעמים המתורבתים, אלה שהכנסייה הקתולית של אירופה האנטישמית הכריזה עליהם
כמתורבתים וראויים – לעומת האחרים הפראיים ה-savages. כך שהאנטישמיות שהם יוצאים נגדה היא חלק מהתרבות שהם מתעקשים להוכיח שהם שייכים
אליה והם חלק ממנה וראויים לה.
במידה מסוימת הם צודקים, זו זכותם, הם אירופאיים גם אם חלק מהאירופאיים לא רוצים, וההתעקשות
הזו על האירופאיות שלהם מחזירה לאירופאיים כל הזמן את מה שהם לא רצו לקבל (ואולי בחלקם
עדיין לא רוצים), זה שהלובן שלהם הוא לא באמת לבן, לפחות לא במידת הציפיות שלהם. שה-savages הם לא אי שם מעבר לאוקיינוסים, אלא הם חלק מהם, אם זה היהודים הלא
נוצרים ואם זה אחרים שלא תאמו את הלובן המצופה.
לרוב, ישראל כמדינה עסוקה בלהוכיח שהיהודים ראויים, ראויים לתרבות וראויים להיחשב
מתורבתים, ראויים להיות אומה (ואין לי שמץ של מושג מה היא "אומה" ומה זה
אומר), וראויים בהתאם למדינה משלהם, שהיא ראויה להיות חלק מהעולם המתורבת, במיוחד מאירופה;
בספורט, בפוליטיקה, בסגנון החיים, בכלכלה, ברמת החיים ובממדים הסוציואקונומיים שלה,
ובמה לא?
במקום לצאת נגד התרבות שהוקיעה אותם, יהודים-ישראלים מתעקשים להשתייך אליה,
להזדהות איתה ולהיות חלק ממנה. וכמו שתרבות זו עושה, שמה את עצמה במרכז העולם
וחושבת שהיא כל העולם, כך גם הם עושים. שמים אותה במרכז העולם והופכים את השנאה
שלה אליהם לשנאת עולם.
אם זה היה הבן שלך שכל בית הספר שונא אותו, לא היית אומרת לו שכל העולם שונא אותו (כמה
נורא להגיד את זה למישהו). אלא, היית אומרת לו שבית הספר הזה לא ראוי לו, ואולי היית
מחפשת לו בית ספר אחר וחברים אחרים או היית עושה משהו כדי לשנות את המצב, אך לא
היית אומרת לו שהוא צריך להילחם בזה ולהוכיח שהוא ראוי. כי להיות שם, להשתייך,
להזדהות ולהוכיח שהוא ראוי בלי באמת לשנות את המצב, זה אומר שהוא ראוי להיות חלק
מבית ספר שישנא ילד אחר, והוא יצטיין בשנאה הזו כדי להוכיח שהוא ראוי; ראוי
ומתורבת ויודע להדוף פראיים.
--
אפשר להוריד כקובץ (pdf).
الزبالة مش كلها للحرق
الزبالة مش كلها للحرق
كيف نخفف من أزمة الزبالة؟
أولا، من المهم الإشارة الى ان حرق الزبالة من أساسه هو مشكلة صحية وبيئية، وعملية
الحرق للتخلص من النفايات هي عملية غير مقبولة عالميا حتى في المزابل ذاتها. من
هنا فإن البلد التي يضطر سكانها الى حرق نفاياتهم، وضعها اسواء من وضع
المزابل.
ثانيا، مهم التمييز بين النفايات البيتية، والنفايات الناتجة عن المحلات
التجارية، او عن المطاعم. الملاحظات التالية تخص النفايات المنزلية. اما نفايات
المصالح التجارية، فلها طرق مختلفة للتخلص من النفايات، وذلك نظرا لكمية هذه
النفايات ونوعيتها، وهي تختلف بشكل كبير عن النفايات المنزلية.
ثالثا، حجم النفايات ليس تعبير حقيقي عن كمية النفايات، بالتالي من الممكن
العمل على تقليص حجم "كومة الزبالة" الموجود في الشارع، كما يمكن العمل
على تقليل كميتها فليس كل ما نرميه الى الزبالة هو حقا زبالة.
النفايات على حقيقتها
بالنسبة للنفايات البيتية ممكن تقليص حجم النفايات وكميتها بعدة طرق، وهذا
بالاعتماد على مبدأ فصل النفايات بالمصدر، أي فصل النفايات في لحظة
انتاجها. نعم نحن منتجون للنفايات، هذا ما اكثر ما ينتجه البشر في حياتهم اليومية،
وعلينا أن نأخذ مسؤولية على عملية إنتاج النفايات وعلى دورنا فيها. وبما انه الكل
عم بعاني، فممكن كلنا نعمل خطوات صغيرة للتقليل من المشكلة.
(1) في المنزل، نبدأ بفصل النفايات العضوية عن النفايات غير العضوية. النفايات العضوية هي النفايات الناتجة عن عملية اعداد الطعام: قشور الفاكهة، قُمع الخضروات، بقايا الطعام. كل ما يمكن ان يُهضم داخل الأمعاء يمكن ان يتحلل خارج الأمعاء ويعود الى الطبيعة.
(2) عمليات التحلل نوعين، هوائية أو لا هوائية. الرائحة النتنة الكريهة تنتج عن عمليات التحلل اللاهوائية، فكيف نمتنع عنها؟
التحلل الهوائي، من اسمه، هو تحلل يتم مع تعرض النفايات الى الهواء. تحديدا الى الأكسجين الموجود في الهواء والضروري لعمليات الاكسدة والتحلل. هذه العملية لا تنتج عنها رائحة نتنة. الرائحة النتنة تنتج عن التحلل اللاهوائي، وهو التحلل الذي يتم عند انعدام الأكسجين، أي بظروف لا يوجد بها تهوئة كافية للمواد العضوية.
فعل سبيل المثال، عندما نضع النفايات العضوية مع البلاستيك والنايلون في سلة نفايات المطبخ، البلاستيك والنايلون يعملون على "خنق" النفايات العضوية، وعلى إجبارها على التحلل بدون هواء. عملية التحلل اللاهوائية هي مصدر الرائحة النتنة في سلة نفايات المطبخ. اذا فصلنا بين النفايات العضوية وبين النفايات الأخرى، مثل البلاستيك والكرتون والنايلون والعلب المعدنية، ووضعنا النفايات العضوية في سلة جانبية مفتوحة، لن ينتج عن البلاستيك والكارتون النايلون والعلب المعدنية روائح كريهة، اما بقايا الطعام، فسوف تتحلل بعملية تحلل هوائية لا ينتج عنها رائحة كريهة.
من هنا فإن الفصل في المصدر بين النفايات العضوية وغير العضوية هو في مصلحة المطبخ أولا قبل الشارع. عندما تبدأ في فصل النفايات سوف تلاحظ ان النفايات في المطبخ أصبحت عديمة الرائحة أولا. ثانيا، لا ينضب عنها سوائل كريهة نتنقط على طول الطريق من المطبخ الى الشارع، مرورا بالدرج والساحة والمطلع المشترك مع الجيران، هذا لان هذه السوائل تنتج عن عملية التحلل اللاهوائية للمواد العضوية.
ملاحظة 1: وجود الماء مع النفايات العضوية، يحول عملية
التحلل الهوائية الى لا هوائية، وذلك لان الماء يمنع وصول الهواء الى النفايات. في
حال ووجود نفايات عضوية رطبة، مهم جدا وضعها مع النفايات العضوية، لكن هذا يتطلب
ان يتم التخلص منها في وقت اسرع.
بالنسبة للنفايات العضوية التي تتجمع في المجلى، من المهم تقليل كمية الماء الموجودة فيها قبل نقلها الى سلة النفايات ومن الأفضل الامتناع من الأساس عن التعامل مع المجلى كما لو كان حاوية نفايات، فعلى الصحون والطناجر ان تصل الى المجلى فارغة تماما، أي بعد ان تم تفريغ محتواها في سلة النفايات العضوية.
ملاحظة 2: بالنسبة للعلب المعدنية والبلاستيكية، في حال وجود بقايا طعام على هذه العلب افضل شطفها بقليل من الماء قبل تحويلها الى سلة النفايات.
![]() |
| سلة كومبوست بيتية |
(3) التخلص من النفايات العضوية: من الممكن في الحديقة المنزلية، في زاوية مخصصة للنفايات العضوية. وكما ذكرت سابقا اذا تم الحفاظ عليها جافة فلن تنتج عنها رائحة، بل سوف تتحلل وتغذي التربة. ولمن يريد ان يحافظ على جمالية المكان، ممكن تأطير هذه الزاوية ببعض الحواجز الخشبية، او ممكن اقتناء سلة كومبوست تحفظ التهوية كالسلة التي في الصورة. كذلك، وهذا مفيد لمن لا يوجد لديه حديقة، ممكن فرم هذه النفايات العضوية بالمكسر، وتوزيعها على الأصص (القواوير) مما سوف يسعد نباتاتكم.
كذلك ممكن اعتماد عملية التحليل الرطبة، بإضافة الماء الى المواد العضوية، مما يسرع من عملية التحليل، لكن هذا يتطلب منكم بعض الجهد لتقليب النفايات بشكل دائم، كي لا تتعفن ولا ينتج عنها رائحة نتنة.
![]() |
| زاوية كومبوست بيتية |
(4) بعد ان تخلصنا من النفايات العضوية وحولناها الى سماد عضوي حقيقي تستفيد منه النباتات المنزلية، يبقى لنا الجزء الأسهل في التعامل مع ما تبقى من نفايات غير عضوية وهو التقليل من حجمها.
(5) التقليل من حجم النفايات يتطلب أولا فصل كل ما هو ليس نفايات حقيقية، عن النفايات. على سبيل المثال: القناني الزجاجية، يكفي ان تضعها في كيس منفصل الى جانب سلة النفايات، خلال ساعات الليل سيأتي من يأخذ هذا الكيس ليقوم لاحقا باستبدال كل قنينة فارغة بـ30 أغورة. ليس المطلوب منك سوى ان تضع هذه الزجاجات بحالة نظيفة في كيس منفصل الى جانب كومة النفايات، وسيأتي من "يخلصك" منها.
(6) بالنسبة للقناني البلاستيكية، قناني المشروبات الخفيفة، من المفضل ان تضغطها لإخراج الهواء منها والتقليل من حجمها قبل ان ترميها في سلة النفايات. هذا يقلل من حجم كيس النفايات البيتي اولا، كذلك من حجم كومة النفايات المتراكمة في الشارع.
(7) بالنسبة للكراتين أيضا، ممكن طيها قبل القائها الى كومة النفايات في الشارع. هذه الملاحظة مهمة جدا للمحلات التجارية، التي غالبا ما ترى تلال الكراتين الفارغة بجانبها. لكن لو قام أصحاب هذه المحلات التجارية بتقليل حجم هذه الكراتين، لكان بهذا فائدة كبيرة للجميع. كذلك من المهم فصل هذه الكراتين عن النفايات الأخرى، لأن هذه الكراتين مصنوعة من مواد عضوية، وفي حال وجود نفايات عضوية في سلة المهملات، هذه الكراتين سوف تنضم الى عملية التحلل اللاهوائية وسوف تفاقم من مشكلة الروائح الكريهة.
(8) بالنسبة للنفايات العضوية الناتجة عن المطاعم وعن الملاحم ومحلات مشابهة، هذه أصلا يجب التخلص منها بطرق أخرى مختلفة وليس عن طريق سلال النفايات العامة.
(9) للنهاية، في حال تخلصنا من وجود النفايات العضوية في سلال النفايات العامة، تبقى اكوام النفايات بدون رائحة، وعلى ذلك لن يضطر أي منا الى حرقها. سيكون المشهد مقيت، لكن على الأقل بدون رائحة كريهة ولن نضطر الى استنشاق الدخان المُسرطِن.
![]() |
| فصل النفايات في المصدر: عضوية وغير عضوية |
ممكن المعاينة والتحميل كملف pdf


