انتخابات الناصرة جثة هامدة تعود الى الحياة - رسالة الى اهل البلد، الى القيادات السياسية، رجال الأعمال، النسويات والمهتمين بالأمر من خارج البلد



مقدمة
الانتخابات المحلية في الناصرة التي عقدت في اوكتوبر 2013 ونتائجها لم تحسم بعد اشاعات في المدينة اجواء من التوتر غلب عليها الروح الطائفي. للمزيد حول الموضوع يمكن مراجعة ما كتبت سابقا حول الانتخابات، هل من بديل للطائفية في الأنتخابات؟ و النسويات والأنتخابات المحلية.

الطائفية في الناصرة هي ليست بأمر جديد وهي ليست بأمر غريب عن العلاقات الاسلامية المسيحية في مدن المنطقة. راجع: الأقباط في مصر، المسيحيين في العراق وفي سوريا، لبنان، مذبحة الأرمن على يد الأتراك، قبرص وأمثلة اخرى عديدة.

يشهد التاريخ انه لطالما عرفت الناصرة التعالي على التوترات الطائفية وادارة شؤنها بعيداً عن اشتباكات دموية عرفتها مدن ومناطق اخرى وقد كانت أزمة الناصرة 2000 حول مقام شهاب الدين في السنوات 1998 الى 2003، الأزمة الطائفية الاولى في تاريخ الناصرة الحديث لم تعرف البلد مثلها منذ مئات السنين.

بالرغم من الأفكار النمطية التي تعم كافة الفئات وبالرغم من التوترات الطائفية المنضبطة غلبت روح التأخي على العلاقات الاسلامية المسيحية في البلد وبهذا شكلت الناصرة مشهدا مختلفاً عما عرفته باقي مدن المنطقة، ولهذا الانضباط ابعاد سياسية لم تخفى ابداً على اي من الاطراف. مكانة البلد في عيون دول العالم المسيحي شكلت عامل سياسي في حياة البلد في كل الفترات. ففي العام 1620 قام الوالي امير فخر الدين، الذي اراد توطيد علاقاته مع نبلاء توكسانا في ايطاليا،  بدعوة الفرنسيسكان الى البلد بعد ان قل عدد المسيحيين فيها الى 7 بيوت من بين 222. وجود الفرنسيسكان والمصالح السياسية للحكام المتعاقبين ساهما في حفظ الهدوء في البلد وشجعا الهجرة اليها من قبل ابناء كافة الطوائف مسيحية واسلامية على حد سواء.

روح الانضباط الطائفي في البلد لم تنبع فقط من المصالح السياسية للحكام انما ايضا من روح التآخي في البلد ومن أرادة السكان بالحفاظ عليها سالمة وآمنة. فنرى ان بعض الحكام التي اختلفت مصالحهم السياسية اختلف معها ايضاً تعاملهم مع البلد. ففي العام 1828 امر والي الناصرة بالاعتداء على المسيحيين في المدينة وحرق بيوتهن الا ان مسلمي الناصرة رفضوا الإنصياع لهذة الاوامر وتصدوا لها. كما وقام الباشا المصري العربي، عام 1881 بإصدار امر مشابه بقتل كافة ابناء الطوائف المسيحية، الا ان شيوخ البلد المسلمين تصدوا لهذة الاوامر وعاقبوا كل من سالت له نفسه بالتجاوب معها. والامثلة عديدة اهمها والحديث منها ، في العام 1948 رفض رئيس البلدية يوسف الفاهوم التعاون مع جيش الأنقاذ العربي بقيادة القواقجي بعد ان قام هذا بالتعدي على رجال الدين المسيحيين وبعض العائلات المسيحية فور وصوله الى البلد ومع ابتداء النكبة عام 1948 استوعبت الناصرة لاجئين بقدر عدد سكانها، وحيث ان البرنامج الصهيوني للتطهير العرقي كان له بعد طائفي لا يُخفى على احد، فقد كان اللاجئون بغالبيتهم مسلمون وقد قام اهل البلد (60% منهم مسيحيون و40% منهم مسلمون اناذاك) وكافة المؤسسات الارسالية المسيحية من مدارس ومستشفيات واديرة وكنائس وغيرها بالاضافة الى البيوت الخاصة في كافة احياء المدينة بفتح ابوابها امام اللاجئين بدون استثناء.

من هنا فان التآخي في البلد له تاريخ طويل وله الفضل الأول في الحفاظ على البلد كمكان آمن لأهلها ولغيرهم ممن سعوا لحياة هادئة آمنة بعيدا عن التوترات والمعارك والمذابح التي شهدتها مدن اخرى في المنطقة.

طبعا هذة المعارك والمذابح التي شهدتها المناطق الأخرى هي نتاج لصراع قوى. كلٌ يريد السيطرة. وكذلك الأمر في الناصرة. صراع القوى موجود، ولكي نفهم الحالة الطائفية في الناصرة يجب تحليلها من هذا المنطلق فالتوترات الطائفية الموجودة ليست توترات عقائدية انما توترات سياسية بين فئات مختلفة، لا تقتصر على الطائفية، تتنافس فيما بينها على السيطرة،  على ادارة شؤون البلد وعلى صقل هويتها.

صراع القوى في الناصرة 2013

طبعا الناصرة ليست جزيرة. الناصرة ليست منعزلة اومنفصلة عن العالم وعما يدور فيه من احداث. لذلك اي تحليل لما يحدث في الناصرة لا بد ان يضع الامور في سياقها العام وان يتطرق لها من هذا المنطلق وان لا يكتفي بتحليل موضعي للأمور منعزل عن الحياة العامة للبلد واهلها المتأثرة لا محال بما يدور في الدولة، في المنطقة وفي العالم.

طبعاً الحدث الأهم في الناصرة 2013 هو خسارة الجبهة للانتخابات المحلية التي طالما فازت بها وترأست البلدية بها منذ العام 1975 لفترة 38 عام. بداية لا بد من التشديد ان خسارة الجبهة هي الحدث، وليس فوز الاحزاب الاخرى لان الأحزاب الاخرى لم تفز انما الفوز هو للمستقلين ورجال الأعمال. وهذا الفوز للمستقلين المدعومين من قبل رجال اعمال هو جزء من المشهد السياسي العالمي العام وخسارة الشيوعيين هي جزء من خسارة عالمية تعود الى اجواء اقتصادية اجتماعية سياسية عامة، فظاهرة فوز المستقلين ورجال الأعمال هي نتاج لحالة نيوليبرالية تعم كل مدن العالم من اكبرها لاصغرها، وفقدان الشيوعيين لاتصالهم المباشر مع شريحة الكادحين والعمال هي نتيجة مباشرة لهذة المنظومة التي تضرب اولا النقابات العمالية، مما حدث في الناصرة كما في غيرها من مدن اخرى. اضافة هناك عوامل اخرى لا استهين بها فوجود فئة واحدة في الحكم لفترة تقارب الاربعين عام لا بد من انه صاحب ترهل اهمال والعديد من الأخفاقات. وافترض ان هذا التغيير كان ليحدث مسبقاً لولا تأزم الحالة الطائفية في الناصرة في السنوات 1998-2003. لكنه لم يحدث آنذاك وحدث الان والفائز الأكبر الأن هم رجال الأعمل. اما بالنسبة للاحزاب الصغيرة الداعمة لقائمة المستقلين ففوزها صغير ايضاً وينحصر بهزيمة الخصم كهدف بحد ذاته وضعته هذة الاحزاب نصب عينيها وربما بمعاش نائب رئيس تُبطل كافة صلاحياته (بغض النظر عن مدى وطنيته او وطنية قراراته) في حال تضاربت مع مصالح الرئيس ورجال الأعمال.

التشجيع على العنف والإستثمار الطائفي في الصراع حول السلطة واشاعة اجواء التوتر والإرهاب

ما تشهده المدينة في الأشهر الثلاثة الأخيره يمكن اختصاره بمقولة الغاية تبرر الوسيلة. ففي صراع السيطرة وفي سبيل الوصول الى السلطة كل شيئ مسموح حتى وان ولعت البلد. التحشيد العام الذي تشهده البلد هو تحشيد ضد الشيوعين كأفراد وناشطين، ضد شخص الرئيس السابق (كانه دكتاتور بشخصه وليس مندوب عن حزب تم انتخابه للرئاسة بطرق ديمقراطية)، وضد المسيحيين عامة مع العلم ان كافة القوائم، ما عدا القائمة الاسلامية، هي قوائم مختلطة، فعجبي من هذا التحشيد الطائفي!!!!

الى جانب التحشيد الطائفي، لا يتردد الناشطين السياسيين والاحزاب المختلفة التي لها مصلحة في خسارة الجبهة من داخل الناصرة ومن خارجها في استعمال الترهيب والتخويف مما قد تؤول اليه البلد في حال لم تتنازل الجبهة ولم ترضى بنتائج الأنتخابات الحالية. فنسمع هنا وهناك من يقولون "الافضل للجبهة ان تتنازل حتى ولو ربحت قانونيا من اجل السلم الأهلي". طبعاً هذا الترهيب مرفوض جملة وتفصيلاً. فاحترام خيار الناخب هو امر حتمي ومفروض على كافة الأطراف. حسم الخلاف حول موضوع الأنتخابات يجب ان يتم بالطرق القانونية المتفق عليها. الأنتخابات المحلية تنبثق عن قانون الأنتخابات الأسرائيلي ولذلك فهي تحتَكِم له من اولها الى اخرها. في قانون وفي محاكم وفي وسائل قانونية وسياسية مقبولة وشرعية وكل طرف يحق له اللجوء الى كافة الوسائل الشرعية والمتفق عليها، لكن العنف او التخويف هما امران مرفوضان رفضا باتاً وعلى كافة القيادات السياسية من اكبرها لأصغرها اسماع صوت واضح وبدون تئتئة في الموضوع. صوت يناهض الطائفية وينهي عن استعمال العنف بكافة اشكاله. فالارهاب هو ليس عمل القتل او الحرق بحد ذاته، انما هو الخوف والتوتر الدائم الذي يسيطر على حياة الناس لعدم معرفتهم هل سينفجر الباص (او الناصرة) ام لا، هذا هو الارهاب!!!

فوجب التنويه. يعني اذا مش عارفين حالكو شو عم تساووا، فهادا اللي عم تساووه. عم تستعملوا الارهاب ضد ابناء الشعب الواحد لحسم صراع قوى بين فئات مختلفة الفائز الوحيد فيها هم رجال الأعمال.

من هنا اود توجيه رسالة واحدة الى كل فئة على حياد

الى رجال الأعمال من كل الطرفين – للاسف ان يضطر شخص مناهض للرأسمالية ان يقول هذا الكلام الى رجال الأعمال لكن;  البلد اللي الناس فيها خايفيين، بتنضب فيها الناس ببيوتها وبقل نشاطها بما فيه النشاط الاقتصادي والتجاري. البلد اللي الناس فيها محبطين وعابسين تقل مشترياتهم لانه الصرف بيجي مع الشعور العام بالراحة والامان ومع الشعور انه المصاري اللي بصرفها اليوم بكرا بشتغل وبجيب غيرها. بالاضافة التوتر العام في الشارع وغيره يبعد الزوار عن البلد وكل الوضع  يضر باقتصاد البلد وبحركة التجارة فيها!!!  فالعنف والطائفية والأرهاب لا تتوافق مع المصالح الأقتصادية لكم، وحتى ان استعملت لحسم نتائج الأنتخابات الان، لكن آثارها تبقى لوقت طويل وكذلك ابعادها على البلد تطول اكثر من فترة حسم نتائج الانتخابات.

الى زعران البلد من كل الأطراف - ولك بتسواش ولد يروح فيها، بتسواش حرقة قلب ام على ابنها خايفة عليه لانه شوارع البلد مش آمان، بتسواش ولد ينعور ويبقى ضرير او نصف ضرير كل حياته. ومش شرط انه الشخص اللي راح يوكل الهواية يكون من الطرف الاضعف لما في مناوشات اي شخص ممكن يوكلها حتى لو كان من الطرف الفائز.

الى القيادات السياسية المعترة، اللوم الاكبر عليكم. البلد مسؤولية وكل المسؤولية تقع عليكم. التعددية الحزبية والفكرية هي شيء رائع وصحي ومطلوب. لكن العنف والترهيب مرفوض. يعني اغلب الناس بدها تكمل حياتها مش مفروض تضل عايشة باجواء التوتر هاي. اقل ما فيها اسماع صوت واضح ضد العنف والنهي عنه بشكل غير قابل للتأويل من اكبر حزب او قائمة الى أصغرهم. القيادة السياسية الها دور بحياة البلد ان ربحت وان خسرت مش بس تتشاطر تنزل بالأنتخابات فالمسؤولية بمناهضة العنف والتصدي له تقع على الجميع وكل واحد ما سمّع صوت واضح في الموضوع اصبع الأتهام موجهة له ومثل ما عرفتوا تصرفوا ملايين على الدعاية الأنتخابية فيكو تصرفوا على حملة عامة مناهضة للطائفية ومناهضة للعنف او على الأقل يكون صوتكوا واضح وتحطوا حد للموضوع. ولا ايش معنى القيادة؟!!! شو هي بس قيادة كرسي وسيطرة مادية على البلد؟ّ!!!

الى القيادات الجماهيرية الغير حزبية، ان كان شيوخ او كهنة او رؤساء طوائف ونوادي اهلية كشافات مدارس وغيرها، المطلوب منكو اخذ دور فعال في توجيه الأمور وعدم الوقوف وقفة المتفرج. طبعاً في الكم تأثير فما تخلوها بايدين الأحزاب ورجال الاعمال.

الى المهتمين بالأمر من الخارج -  يا بتحكوا ايشي مفيد يا بتعيرونا سكوتكوا، مش ناقصها! واللي عنده طموحات سياسية عامة فليجد اطار ملائم لتحقيق طموحاته السياسية. مثلاً لجنة المتابعة، روحوا طوروها كمؤسسة سياسية تمثيلية لها تأثير. حلو عن الناصرة وان اعتبرها البعض عاصمة، لكنها لا عاصمة ولا بطيخ. كلها مجرد مجلس بلدي. وان لعبت الناصرة دور سياسي بحياة الجماهير العربية فهاد بسبب القيادات التي طلعت منها ومش بسبب وجود هاد الحزب او هداك في رئاسة البلدية.

الى النسويات – خيبة الأمل الأكبر هي منكن. وطبعا كبر خيبة الأمل هو على كبر التوقعات. للأسف الشديد النساء النسويات بغالبيتهن مُأطرات حزبياً وولائهن الاول والأخير للحزب، حتى ان الحزب ما عبرهنش وما قدرهنش ولا اعطاهن مكانة على قد قيمتهن (راجع حالة النساء في الحزب الشيوعي)، وحتى ان الحزب استغلهن لتحقيق مطامحه الحزبية الضيقة (راجع حالة النساء في حزب التجمع). على مدار شهرين ونصف والعد ما زال مستمر النساء اللي ليل نهار عم تناهض العنف ضد النساء وطالعة نازلة تتظاهر ضده، تقف وقفة المتفرج امام اشاعة اجواء التوتر والتهديد بالعنف وضرب السلم الأهلي بالبلد. ليش؟! لان هذا الصمت يخدم المصالح الحزبية التي تحاول حسم الامور عن طريق التخويف والتهديد بالعنف كامكانية واردة. تصمت النساء وتختزل صوتها للقضايا التي تخص النساء فقط. فان كان العنف موجه ضدهن فتكون الائتلافات واسعة وشاملة وطبعاً هذا الامر يتماشى مع "مشاريع حقوق المرأة" ومع الميزانيات التي تصل لدعم هذة المشاريع وتشكل مصدر رزق 90% من هؤلاء النسويات. لكن مقولة عامة مناهضة للعنف بحد ذاته تخفف من اجواء التوتر في الناصرة وتعيد الحياة الهادئة للبلد تعجز عنها النسويات، فالحزب ومصالحه الضيقة فوق الجميع. الى جانب اجواء التوتر والأجواء الطائفية تعود الحمولة معززة مكرمة (راجع بيان ال مزاوي من يومين) لتكون هي المرجعية وهي وحدة الانتماء الاولى والأخيرة، وفي ظل غياب الشرطة والقانون هي التي تحمي الفرد مما سيترتب على وجوب الانصياع والطاعة من الأفراد للحمولة ولقراراتها فهي مصدر امنه وسلامته بدونها هو في خطر وفش حدا يفزعله. خلال شهرين ونصف تعززت البطريركية ورجعنا ثلاثين سنة لورا، فها هي الحمولة تعود للحياة واليوم تصدر بيان كحمولة وغدا ستتخذ موقف كحمولة وستتصرف كحمولة وترد كحمولة وتصوت كحمولة والخ الخ الخ. العنف السياسي له بُعد جندري امتهنت النسويات التنظير حوله لكن على ارض الواقع تصمت النساء وتقف نسويات الأحزاب كالجنود في صفوف احزابها تطيع الاوامر والقرارات. واذا لم تكن كالجنود فلابد انها من الجنرالات التي ترى بالترهيب والطائفية وسيلة شرعية في السعي وراء انجازات التي لابد وان اعيد القول بانها انجازات وهمية. فهنيئاً لكن.

وللنهاية كشخص اللي مش كثير افرقت معه مين راح يربح الأنتخابات وقرر يحترم قرار الناخب ويرضى به اي كان، اقف الان وقفة واضح وصارمة داعمة للجبهة في خيارها للألتجاء للمسار القانوني حتى وإن ادى الامر الى ازمة حقيقية في البلد. كذلك أحث كل الاطراف الى الأستئناف والألتجاء الى القانون هي ايضاً وارفض رفض باتاً الانصياع للخوف لانه ليست هذة هي الطريق التي يجب ان تدار بها امور البلد وعلى كافة الاطراف احترام قرار الناخب اي كان. في حال فوز الجبهة، على قائمة ناصرتي وباقي القوائم والاحزاب احترام هذا القرار ايضا فهو قرارا الناخب. العنف والترهيب مرفوضين رفضاً باتاً حتى ولو بالرمز. وحسم نتائج الانتخابات يجب ان يتم حسب القانون حتى وان اضطرت الناصرة ان تدفع الثمن. وان تم ذلك فرجال الأعمال هم اول الخاسرين الى جانب اهل البلد. فهنيئاً لكم ايضاً. ولعوها واقعدوا على طمها، مبروك عليكم الرماد!

------
ملاحظة على الهامش: الحق يقال انه بالاضافة للجبهة شباب التغيير اسمعوا صوت واضح وغير قابل للتأويل ضد العنف، لكن شباب التغيير لا يمثلوا غير فئة صغيرة من اهالي البلد.

------
نسرين مزاوي - ناشطة نسوية وباحثة في علوم الإنسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق