الحمدلله

 أكثر كلمة تأملت فيها هذه السنة هي "الحمدلله"

"عمو هادا حلم ولا حقيقة؟"
"قولي الحمدلله"
"امي ماتت"
"قولي الحمدلله"
"اولادي استشهدوا، بس الحمدلله"
الحمدلله.... الحمدلله... الحمدلله...
بالرغم من كل شيء دائما هناك "شيء" نحمد عليه، ودائما هناك من نحمده على هذه "النِعم".
الحمدلله.
بالرغم من كل الدمار الحمدلله.
حتى لو لم يبقى شيء في العالم، يبقى هناك الحمد ويبقى هناك من نحمده.
"الحمدلله"، لا يمكن لاي طيارة او عشرات الأطنان من المواد المتفجرة أن تنسفها.
"الحمدلله"، كل يوم كل ساعة كل دقيقة "الحمدلله".
عالم كامل في كلمة "الحمدلله"... بالأحرى في كلمتين...
قبل عشر سنوات قالت لي مدربتي (مدربة التنمية البشرية، التي لم أتمكن من دفع تكاليفها لأكثر من بضع لقاءات)،
أن اذكر كل يوم عشرة أشياء انا "شاكرة" عليها.
"شاكرة"... كلمة واحدة فقط وليست كلمتين.
شاكرة للمجهول.
الحمدلله على كل حال على مدربتي وعلى أنني لم أتمكن من دفع تكاليفها.
الحمدلله بكل الأحوال وعلى كل شيء الحمدلله.
على الموت على الصحة على الفرح على السعادة على الحزن على الفشل على النجاح، الحمدلله.
كله فاني، وتبقى "الحمدلله".
يسألني أصدقائي عن احوالي، ولا اجرؤ على القول "حمدلله".
كم أتمنى لو اقول "الحمدلله"، وأحيل اموري كلها بعيدا عن فضول الناس.
نجاحي، فشلي، سعادتي، حزني، صحتي ومرضي، "الحمدلله".
كأن بها هذه الـ "حمدلله" خطر انزلاق نحو المجهول.
حمدلله على كل حال على انعدام الجرأة على قول "الحمدلله"،
لا بد أن هذا بحد ذاته يوجد به حكمة لا ادركها.