"مشروع ليلى" وفلسطينيو ال 48 وعلاقتهم مع اليهودي-الأسرائيلي اليساري
تمهيد
"مشروع ليلى" هي فرقة روك لبنانية شاع اسمها
في الثلاث سنوات الاخيرة تقريبا، ولقيت استحباب واسع لدى الشباب الفلسطيني عامة
والمُسيس منه خاصة.[1]
بأغانيها عبرت الفرقة عن أحلام عن ثورة وعن أفاق تماهت معها الشباب وطربت لأنغامها.
مع حلول ايلول 2012 تزامنا حدثيين اثارا ضجة واسعة في صفوف الشباب الفلسطيني. الاول
وهو أفتتاح "مشروع ليلى" لحفل تحييه فرقة الروك الأمريكية "ريد هوت
بيبر" ببيروت في السادس من ايلول وقد كانت هذة الاخيرة قد أصمت أذنيها امام
نداء المقاطعة التي ينأى بها عن عرض أخر ستقوم به في ذات الأسبوع في العاشر من
ايلول في تل أبيب.
اما الحدث التاني فهو حفل تحييه فرقة "مشروع
ليلى" في عمان في الرابع عشر من الشهر ذاته.
الحدث الاول وهو بسيط نسبيا وغير معقد انتهى خلال يومين
او ربما أكثر حيث قامت جماهير الفرقة اللبنانية والمعجبين بها بالتعبير عن حفيظتهم
وأستيائهم من الحدث مما ادى بالفرقة اللبنانية الى التراجع عن موقفها والغاء
المشاركة بالاحتفال مع الفرقة الأمريكية. (يمكن الاطلاع على الخبر هنا http://www.al-akhbar.com/node/166533)
اما بالنسبة
لحفل عمان فبالرغم من طابعه المحلي نوعا ما الا انه ظهر كشائك ومعقد وكل محاولة
لفهم الحدث وما اثار من مشاحنات وتضارب في الآراء في صفوف الشباب الفلسطيني كشفت عن
طبقات وطبقات من التركيبة الثقافية والسياسية المعقدة التي يعيشها شباب النكبة[2]
وعلاقتهم باليهودي الاسرائيلي اليساري.
تطبيع، مقاطعة، يسارية، حلفاء، شركاء في النضال ومصطلحات
أخرى تم تداولها خلال النقاشات المحتدة وهي تبطن في داخلها معاني وفرضيات عدة
تختلف من شخص الى اخر. وكثيرا ما يتطور النقاش ويحتد على خلفية غياب تنسيق مفترض
لأبعاد هذة المصطلحات ومعانيها. لن أحاول في هذة المقالة تحديد تفسير لأي من هذة
المصطلحات لكن هذة الملاحظة وجب ذكرها.
على شو هالضجة يا ليلى؟
يبدأ النقاش حول حفل "مشروع ليلى" في عمان بعد
الاعلان على الفيسبوك عن "حفلة بعد الحفلة" بمشاركة دي جي أسرائيلي (أيال
زيجاوي) في عمان حيث أثار الأمر حفيظة
الكثيرين. وأتضح فيما بعد ان الأمر لا يقتصر فقط على الدي جي الأسرائيلي بل ان
الكثير من اليهود الاسرائيليين سوف يشاركو في الحفل وذلك بتنسيق مع بعض شباب
فلسطينين من الداخل ربما واحد او أكثر حيث قامو بتنظيم "حافلة" لنقل
المعنيين وقد يكون التنظيم قد شمل اكثر من ذلك. ومع العلم ان كل من يود من
الاسرائيليين الذهاب الى عمان أو اي حفل كان فيها، يستطيع القيام بذلك بقواه
الذاتية الا انه عمليا يتعذر على اليهودي الأسرائيلي ذلك حيث انه يفتقد التواصل
الثقافي العربي وبهذا فهو يحتاج الى واسطة عربية للتجسير على الهوة الثقافية ما
بينه وبين المشهد والحدث الثقافي العربي في عمان أو غيرها. وطبعا لا نغفل بأن هذا الأمر
لا ينطبق على المحافل الدولية في قطر فالبعد الثقافي لهذة المحافل هو بعد عالمي
دولي وليس ببعد عربي محلي.
بأعقاب هذا حاول البعض أقناع هؤلاء الشباب بالعدول عن أصطحاب
اليهود-الأسرائيليين الى عمان لكونه لأدعائهم عمل ذات طابع تطبيعي، وساتطرق لمفهوم
التطبيع لاحقا، فكانت ردود الفعل متنوعة ومنها الموافق ومنها المعارض ومن بين الأصوات
المعارضة سمعت تبريرات مثل: "هدول أصحابنا"، "هدول يهود يسارية"،
"هدول يهود مناح" و"من العنصرية ان تعارض مشاركة اليهودي بالحفل
لكونه يهودي."
بشفاعة العربي الواعي والمُسيس أنتقاء لليهود
على باب "مشروع ليلى"
للوهلة الاولى من الصعب الطعن في هذا الموقف "اليساري
المتنور" فهو يرى باليهودي أنسان كسائر البشر لا يصح تمييزه على اساس انتمائه
العرقي. لكن التمعن في هذا الأدعاء يكشف عن عنصرية مبطنة أسوء من التعميم الشامل
الذي يفرضه معارض التطبيع على اليهودي. فعمليا الأمتناع
عن أصطحاب اليهود الأسرائيلين الى عمان هو موقف عنصري. لكن، على ارض الواقع، شفاعة
عرب الداخل الى بعض اليهود "اليساريين والمناح" لدخول القاعات الثقافية
العربية بينما يتحفظ هؤلاء من اليهود "اليمينيين والمش مناح" في هذة
القاعات هو موقف عنصري لا يقل خطورة عن الأول. فالعربي الطيب الذي يريد اصطحاب
اليهودي اليساري معه الى المحافل الثقافية العربية يختار اليهودي بحسب معايير
معينة أوجدها هو لنفسه واعتبرها معايير يسارية. وبينما يقتصر العربي الطيب حضور
اليهود اليساريين الى هذة القاعات الا انه لا يكترث الى يسارية او يمينية ابناء شعوب
أخرى مدعوة الى دخول هذة القاعات. وهكذا فإن عملية الأنتقاء بحسب المعتقد السياسي
هي عملية انتقاء قصرية على اليهود فقط. فبينما لا يكترث العربي الطيب الى آراء الهولندي
أو الفرنسي أو الياباني السياسية ولا الى انتمائاتهم الفكرية والأيديولوجية بل يرحب
بهم جميعا في هذة القاعات والمحافل الا انه يكترث لذلك في حال اليهود وينتقي منهم
من يود انتقائهم.
من هنا
فان العربي الطيب الذي يريد ان يكون لطيف مع اليهودي اليساري يفرض عليه معايير
مختلفة عن باقي البشر ويشرعن عملية انتقاء اليهود الصالحون من الطالحون على باب
حفلة "مشروع ليلى".
من هنا فلا
بد لهذا العربي من مخرج من هذا الموقف الحرج. فعمليا اما ان تُفتح ابواب هذة
القاعات أمام اليهود الأسرائييلين كافة، وهي في هذة الحالة مفتوحة اصلا لكن اليهودي-الاسرائيلي
ما زال بحاجة الى التجسير الثقافي. أو أن تمتنع كليا عن فتح هذة الابواب امام كل
من له علاقة بدولة الاحتلال. ولكي تحدد من له علاقة بدولة الاحتلال لا بد لك ان
تتبع معايير دولة الأحتلال التي اعلنت وصايتها على كل يهود العالم ولم يعترض
اليهود على ذلك غير قلة منهم وهم جماعة نطوري كارتا التي تعلن مرارا وتكرارا
برائتها من هذة الدولة. وبما ان الغالبية العظمي لليهود تنتمي وتتماهى مع هذة
الدولة، وهذة بدورها تقوم بما تقوم به من جرائم واحتلال لصالح ومن أجل أمن هذة
الفئة من البشر، فعمليا خيار مقاطعة دولة الأحتلال ثقافيا يفرض مقاطعة هذة الفئة
من الافراد التي اعلنت دولة الاحتلال الوصاية عليهم. وهكذا فان مقاطعة دولة
الأحتلال ليست بموقف عنصري لكن وصاية دولة الاحتلال على يهود العالم هي وصاية
عنصرية تصبغ برد فعل مرتد كل محاولة لمقاومة هذة الدولة بالصبغة الأثنية والعنصرية
واللاسامية.
"انا مش عنصري انا مقاطع" \ "انا مش عنصري انا مناهض
للتطبيع"
اولا من
المهم التوضيح ان المقاطعة هي اداة مقاومة سلمية شرعية قرر الشعب الفلسطيني الخوض
بها للقدم نحو ما يصبو اليه بمشروع تحرره القومي. من هنا اود التطرق الى ادعاء بعض
شباب الداخل، وهم ليسو بقلة، بأن فلسطينيو الداخل ليس بوسعهم مقاطعة الدولة كما
وان علاقتهم مع اليهود الاسرائيليين هي علاقة طبيعية مفروغ منها وهي ليست بتطبيع.
بالنسبة
للمقاطعة فهناك عدة مستويات من المقاطعة وهي غير مفروضة بشموليتها على فلسطيني
الداخل، فبعضها قد يتيسر وبعضها الاخر قد يرتبط بأثمان شخصية لا يستطيع الفرد
الفلسطيني تحملها. لن أطيل الحديث عن المقاطعة وللمزيد حول معايير لتطبيق المقاطعة
من قبل فلسطيني ال48 يمكن مراجعة معايير حملة المقاطعة تجدونها هنا: http://www.pacbi.org/atemplate.php?id=385
ام
بالنسبة لمنطلقات التطبيع ومفاهيمه، فمن الضروري اولا ان نرى طبيعة التواصل
الفلسطيني الفلسطيني والفلسطيني العربي وحتميته. وهذا الأمر لا يحتم التطبيع مع
دولة الاحتلال او التواصل مع مؤسساتها أو مع أي من أذرعها الثقافية أو الأجتماعية
الرسمية او غير الرسمية. كما ولا يمكن بحسب هذة المفاهيم ربط هذة العلاقة الجماعية
بين الفلسطيني والفلسطيني وبين الفلسطيني والعربي ولا يمكن مقارنتها بالعلاقة الليبرالية
الفردانية بين اليهودي الأسرائيلي والعربي اينما كان.
وحيث ان علاقة
فلسطيني الداخل مع اليهود الاسرائيلين هي علاقة طبيعية يومية مفروغ منها فهي ليست
بتطبيع ويشمل ذلك العلاقات الأقتصادية والمهنية والأجتماعية وربما العاطفية
وغيرها. لكن علاقة اليهود الإسرائيليين
بعمان وما يحدث بها من مشهد ثقافي إجتماعي عربي هي ليست بعلاقة طبيعية مفروغ منها كذلك
الأمر بالنسبة لرام الله ولمناطق أخرى في غزة والضفة الغربية وفي الدول العربية.
من هنا
فان كل جهد او عمل عشوائي او تلقائي يوسع من رقعة العلاقات
القصرية للإسرائيلين في المنطقة هو أمر مرفوض. ولا يكون الرفض هذا من منطلق رفض
الأفراد على خلفية انتمائهم العرقي انما رفض لدولة الأحتلال التي تفرض وصايتها على
هذة المجموعة العرقية والتي بدورها تتقبل هذة الوصاية بصدر رحب دون الاستئناف او
التجديف بها.
من هنا
فان التطبيع الذي يحول ما هو ليس طبيعي الى طبيعي مرفوض الا ان يتم التوصل الى حل
للنزاع ويشمل قضايا المناطق الواقعة تحت الأحتلال وقضايا اللاجئين وقضايا فلسطينيو
الداخل.
أزمة الشباب الفلسطيني اليساري
طبعا هذة
المفاهيم والمنطلقات للتطبيع والمقاطعة تضع الفلسطيني اليساري في أزمة أيديولوجية،
حيث ان الفكر اليساري الليبرالي يتمحور حول الفردانية وحول الحريات الفردية
والحقوق الفردية. بالأضافة الى مركزية العلاقة الطيبة مع الأخر، تفهم الأخر، تقبل
الأخر، التسامح مع الأخر والخ الخ الخ.
اما
علاقة دولة الأحتلال بمن من اعلنت عليهم وصايتها فهي علاقة جماعية تعتمد على الحقوق
الجماعية لهذة الفئة من البشر. الحق في تقرير المصير والحق في الأمن الجماعي، الحق
في الحفاظ على الأرث واللغة والهوية والموروث الثقافي والخ الخ الخ.
من هنا
يجد الفلسطيني اليساري الليبرالي ذاته في تصادم مع هذة الهوية الجماعية للأخر، حيث
قام بليبراليته بالتمرد والتحرر الفردي والشخصي من كل الأنتمائات الجماعية ومن
الهويات القصرية التي ينتمي اليها وتحول الى بشر كسائر البشر. في حين ان
اليهودي-الاسرائيلي الليبرالي اليساري الشريك له في الفكر والأيديولوجية، ما زال
ينتمي قصريا ورُغما عنه وعن ايديولوجيته اليسارية الليبرالية الى الجماعة اليهودية
تحت وصاية دولة اليهود. وان كان الامر ليس باختياره لكن على أرض الواقع كل يهودي
يساري او يميني صالح او طالح بالنسبة لدولة الأحتلال هو المواطن الشرعي وكل علاقة
مع هذا المواطن لها أبعادها وأسقاطاتها على شرعية هذة الدولة وعلى شرعية وجودها
بهذا الشكل الا وهو دولة أثنية،عنصرية، لليهود فقط.
الفلسطيني اليبرالي ومشروع التحرر الجماعي
بالأضافة
الى ما ورد فإن الليبرالية الفردانية التحررية تنم عن تصادم مع مشروع التحرر
القومي الا وهو مشروع جماعي يعتمد الهوية الثقافية الجماعية بالأضافة الى التاريخ
والمصير المشترك لهذة الجماعة. من هنا يجد اليسار الليبرالي الفلسطيني نفسه في
مأزق فأما ان يختار التحرر الجماعي أو يختار التحرر الفردي. وللخروج من هذة الازمة
على اليسار الفلسطيني ان يجد وسيلة وآلية ايديولوجية ونهج فكري وعملي ليجمع بين الأثنين،
بين الفكر التحرري الفرداني وبين الأنتماء والتحرر الجماعي. وعلى هذة الإديولجية أن
تتطرق الى علاقات القوة والقمع والأضطهاد ما بين الفرد والجماعة وما بين الفرد وفرد
أخر وما بين الجماعة وجماعت أخرى، ومن الواضح ان التوجه الليبرالي الفرداني لا يستطيع
توفير هذا النهج وهذة الإديولوجية. فبحسب هذا التوجه في النهاية "كلنا بشر"،
اي نعم "كلنا بشر" لكن دولة الاحتلال هي دولة يهود[3] ومن هنا تفرض على الصراع وعلى كل ما يمت له بصلة الهوية الجمعية لهذة
الدولة ولأطراف الصراع الأخرى.
وفي خضم
كل هذا وعلى باب حفلة "مشروع ليلى" وجد الشباب الفلسطيني اليساري الغض نفسه
في صراع مع الاشكال المختلفة من العنصرية. فهل يختار عنصرية "التعميم" ورفض
مشاركة اليهود بالحفل لكونهم يهود. أم يختار عنصرية "التمييز" التي
تنتقي من بين اليهود الصالح من الطالح بحسب معايير مبهمة غير واضحة ولا تمت لأي
ايديولوجية بصلة تُسقط فقط على اليهود بوساطة عربية طيبة ولا تُسقط على سائر
البشر.
وبكلمات
اخرى يمكن القول انه هذا الشباب الطيب الواعد وجد نفسه امام باب "مشروع
ليلى" بعُريه الكامل من أي أيديولوجية سياسية يسارية او غيرها. ففي نهاية المطاف
كل ما اراده وتمناه لليلة واحدة، هو سهرة ورقصة على انغام موسيقى روك بنغماتها
وكلماتها الثورية خارجة عن كل سياق سياسي للمنطقة. وبهذا فهو لم يختلف عن "مشروع
ليلى" ذاتها بتخبطها وترددها امام نداء المقاطعة وما هذا الا ليعكس عن هشاشة
وركاكة النغمات والكلمات الثورية للشباب الطيب وللفرقة الطيبة على حد سواء.
واخيرا
هفوة ليلى لليلة واحدة ما هي الا طُعم لفريسة كبيرة في فكي ماكنة الدعاية
الاسرائيلية التي لن تتوارى عن أستخدام أي هفوة كبيرة أو صغيرة لتعرض صورة التسامح
والتأخي والمحآبة للأخر كإنعكاس لها الا وهي دولة الأخر.
ومن هنا
فإن الشريك للنضال، يهودي او غيره وبدون أي علاقة لهويته الشخصية ولانتمائاته
الجماعية، من المفروض ان يعي ويتواصل مع الواقع والسياق السياسي للمنطقة وعلاقات القوة التي تربط بين افراده وجماعاته. وأن
يمتنع عن تحوير الأمور والقاء المسؤولية على الفلسطيني المطالب دائما وابدا بأثبات
تنوره، ليبراليته وتحرره من انتمائاته الجماعية الغير مرغوب بها. وعمليا كل أنسلاخ
عن هذا الواقع وعن هذا السياق وعن هذة الانتماءات ما هو الا إضعاف وتقويض للمساعي
السلمية للحل النزاع، وبضمنها مساعي ومجهود حملة المقاطعة لأسرائيل.
نسرين
مزاوي – باحثة أجتماعية، ناشطة نسوية ومستشارة بيئية حاصلة على اللقب الاول في علم
الاحياء واللقب الثاني في الإدارة البيئية.
[1] بمصطلح الشباب المُسيس اقصد الشباب الذي يتناول
القضايا السياسية يناقشها يحللها يتحدها ويحاورها وله منها رأي ومواقف، والشباب
الغير مُسيس هو الذي يمر على الأمور السياسية وما بها من تحديات مر الكرام.
[3] ولتعريف اليهودي يجب مراجعة تعريف الدولة لمن
هو اليهودي.
-------
المقالات متوفرة تحت رخصة المشاع الأبداعي - استعمال المواد مجّاني، لكن يتوجّب نسب النصوص الى «مدونة نسرين مزاوي» مع اضافة وصلة للمدونة. يُحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية. يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص.
-------
المقالات متوفرة تحت رخصة المشاع الأبداعي - استعمال المواد مجّاني، لكن يتوجّب نسب النصوص الى «مدونة نسرين مزاوي» مع اضافة وصلة للمدونة. يُحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية. يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق